الفنانة الرسامة ليلى والي في فضاء "بشير منتوري":

أنقذني الرسم من أوجاع الحياة

أنقذني الرسم من أوجاع الحياة
الفنانة الرسامة ليلى والي
  • 534
لطيفة داريب لطيفة داريب

استضاف فضاء "بشير منتوري" بالجزائر العاصمة، أول أمس، الفنانة الرسامة ليلى والي، للحديث عن مسارها الفني، على هامش تنظيمها لمعرض بنفس الفضاء حول الطبيعة. كما تم في هذه الندوة، تقديم شهادات حول الكاتبة والمخرجة هاجر سباطة.
تحدثت الفنانة الرسامة ليلى والي (من مواليد 1954)، عن ولوجها عالم الفن منذ طفولتها، من خلال رسومات متناثرة، لكنها لم تبدأ الرسم فعليا إلا عام 2016، حينما وجدت نفسها متوقفة عن العمل لمدة عام، بفعل المرض، فكانت العودة إلى الرسم مفتاحا لشفائها نفسيا وجسديا.
أكدت الفنانة ولعها الشديد بالرسم، أبعد من ذلك، فالرسم كان وما يزال بالنسبة لها، مصدرا للفرح الشديد والمتعة الخالصة، باعتبار أنه الوسيلة التي تُمكنها من التعبير عن نفسها ونقل مشاعرها بشكل فني وعميق، وربما سري أيضا، وأضافت أنها حينما ترسم تنسى كل ما حولها، وتعيش تلك اللحظة بكل جوارحها، وتحاول أن توجه الإلهام إلى مكانه الصحيح، فيتحول إلى عاطفة تترجم من خلالها الأشكال والألوان والحركات.
واعتبرت والي أن الرسم جزء من حياتها، لكن القيود العائلية والمهنية، بالإضافة إلى المشاكل الصحية، أجلت تحقيق حلمها، ليأتي اليوم الذي يتحقق المراد ويصبح الرسم أفضل علاج لها، وقد ساعدها على اجتياز الأوقات الصعبة في حياتها. وهكذا عرضت الفنانة لوحاتها لأول مرة في الثامن مارس 2021 بفضاء "بشير منتوري"، التابع لمؤسسة "فنون وثقافة"، لتنظم معرضها الثاني حاليا بنفس الفضاء.
أما عن أسلوبها في الرسم، فذكرت ليلى والي تعلقها ببعض المناظر الطبيعية، وتعمل على تخليدها في لوحات وكأنها صور. كما أنها تشعر بحاجة قوية لالتقاط الضوء في المناظر الطبيعية، لأنه غالبا ما يكون الانطباع الأول الذي يلفت انتباهها. وتابعت أن لوحاتها تُظهر رغبتها في ترجمة رؤيتها لمناظر طبيعية مختلفة تماما، من الجبال المغطاة بالثلوج إلى المروج الخضراء التي تحبها بشكل خاص. مضيفة أن تنسيقاتها الزهرية تعبر عن عودة الربيع بألوانه الزاهية ونوره، وجماله الذي لا يضاهى. ثم، بهدوء، تحاول التقاط القوة التي تنبعث من الجبال المهيبة، والتي تثير في داخلها، الحاجة إلى الهروب والحرية. كما تسعى في إبداعاتها إلى خلق جو من الصفاء والسلام الذي تشعر به عندما تعمل، والذي تود أن تنقله إلى الجمهور.
بالمقابل، اعتذرت الكاتبة والمخرجة هاجر سباطة عن الحضور في هذه الندوة، التي كانت ستنشطها أيضا، حول فيلمها "الطيارة الصفراء"، لكن هذا لم يمنع الحضور من ترديد أغنية "الطيارة الصفراء"، وتقديم منظمة النشاط الشاعرة فوزية لارادي، والباحثة في التراث عواوش بن سعيد شهادتهما حول هاجر سباطة.
في هذا السياق، قالت فوزية لارادي، إن هاجر سباطة كاتبة ومخرجة رفيعة المستوى، تهتم بتفاصيل أي عمل تقوم به، مضيفة أنها أنجزت فيلما عن ضيم المستعمر الفرنسي، وسلطت الضوء على دور المرأة الجزائرية في تحرير بلدها، لتنوه بظفر هذا الفيلم بجوائز عديدة، وباهتمام هاجر سباطة بتاريخ بلدها.من جهتها، تحدث المشرفة التربوية والباحثة في التراث السيدة عواوش بن سعيد، عن تجربتها في العمل مع هاجر سباطة، من خلال برامج ثقافية، فقالت إنها تهتم بكل تفاصيل إعداد البرنامج من مضمون ومكان التصوير، وحتى الديكور. وأضافت أنها اكتشفت الكاتبة وسعدت كثيرا بإنجازها لفيلم تاريخي، أكدت فيه حبها لبلدها الجزائر، كما أنها استعانت في فيلمها بفنانين مرموقين، لكي توصل الرسالة بشكل أعمق.
تحدثت ابنة الشهيد عن التضحيات الجسيمة التي قدمها الجزائريون من أجل نيل الحرية، مؤكدة اشتياقها لوالدها الذي لم تستطع أن تتنعم بالحياة معه، لأنه فضل التضحية بنفسه من أجل وطنه، تاركا لابنته الحرية والكرامة. وقدمت فوزية وعواوش بعضا من الأشعار أمام الحضور التي تتغنى بحب الجزائر، كما تم ترديد بعض الأغاني الوطنية مثل "الطيارة الصفراء" و«حيوا الشمال الإفريقي".
في إطار آخر، يروي فيلم "الطيارة الصفراء"، على مدار 40 دقيقة، قصة فتاة صغيرة، تم تحميل والدها مسؤولية اغتيال ابنه مصطفى من قبل الجيش الفرنسي، لأنه كان يريده أن ينضم إلى صفوف الشرطة الاستعمارية، وبعد علمها باختفائه، تسعى جميلة إلى الانتقام لشقيقها مصطفى.