بحضور جمع من المثقفين

إبراهيم قوريب يوقّع "منفى الليل"

إبراهيم قوريب يوقّع "منفى الليل" �
  • 827
خ.نافع� خ.نافع

احتضنت حديقة مديرية الثقافة بوهران مؤخّرا، بمناسبة الاحتفال بشهر التراث بيعا بالتوقيع لرواية "منفى الليل" للكاتب إبراهيم قوريب، الصادرة عن دار الأديب للنشر، وذلك بحضور جمع غفير من المثقفين وعشّاق المطالعة.

تسلّط الرواية الضوء على حقبة من تاريخ الثورة التي بقيت عالقة في ذاكرته وجزءا منه، وهي تروي قصة عائلة جزائرية عاشت إبان الاستعمار، حينها كان يسمى الجزائريون أصحاب الأرض بـ"الأهالي"، وتتعرّض هذه العائلة إبان الثلاثينيات من القرن الماضي، للنفي بعد أن صادر الاحتلال أراضيها  فتقرّر الهجرة إلى فرنسا والاستقرار بضواحي مدينة مرسيليا.

هناك تعيش العائلة مع عائلة أخرى من أصول يهودية، وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وبروز شبح التهجير القسري نحو معاقل الموت من قبل النازيين والحكومات المتواطئة معهم، والذي طال اليهود في تلك الفترة، يتمكّن طفل يهودي من الفرار والنجاة من ذلك المصير المؤلم، وتستقبله هذه العائلة الجزائرية ليعيش في كنفها كواحد من أفرادها، فتتسارع الأحداث لتصل إلى لحظة اندلاع الحرب التحريرية المظفّرة بالجزائر التي يصل صداها إلى فرنسا، وهنا يغوص الكاتب في الأحداث التي يسرد فيها أيضا الجهد الذي بذلته فدرالية حزب جبهة التحرير بفرنسا، ودورها في بث الوعي السياسي بين صفوف الجالية الجزائرية المقيمة هناك في تلك الفترة.

تحوي الرواية بعضا من الأحداث الواقعية، على غرار التفجيرات التي شهدتها مرسيليا والأعمال الفدائية البطولية التي قام بها أفراد جبهة التحرير الوطني على الأراضي الفرنسية، إضافة إلى استعانته بكثير من الخيال في تحريك الشخصيات الرئيسية في هذه الرواية التي تحوي الكثير من عناصر التشويق والإبهار.

للتذكير، فإنّ إبراهيم قوريب، من مواليد 11 ماي 1953 بمدينة تلمسان، ابن شهيد التحق بمدرسة "أشبال الأمة" وعمره لم يتعد الحادية عشر، كما استطاع أن يتحصّل على شهادة البكالوريا بتفوّق، زاول دراسته في نفس الصف الذي كان يدرس به الروائي محمد مولسهول، المعروف تحت اسم "ياسمينة خضرا"، وعرف باجتهاده في الدراسة وحبّه للمطالعة، وقال إنّ سنوات تواجده بمدرسة أشبال الأمة علّمته الكثير وساهمت في صقل موهبته، وجعلته ميالا للكتابة التاريخية، وسبق للكاتب أن نشر كتابا بعنوان "يوميات شبل الثورة" الذي روى فيه جانبا من حياته وتجربته وتجربة زملائه في هذه المدرسة التي تخرّج منها كوادر وأطر سامية في الدولة.

وفي روايته "منفى الليل" يأخذنا الكاتب إلى عوالم مغايرة بأسلوب روائي يمتزج فيه التاريخ بالخيال في رحلة ممتعة تحمل الكثير من المفاجآت.