دورة محمد الشريف مستغانمي
إتمام المرحلة الأولى من مبادرة "أطفال يقرؤون- أطفال يكتبون"

- 172

كشف الكاتب عبد المنعم بن سايح، في حديثه لـ"المساء"، عن إتمام المرحلة الأولى من مبادرة "أبجد هوز – أطفال يقرؤون- أطفال يكتبون"، بعد تسعة أشهر من التخطيط والعمل المتواصل. وأكد أن أصعب وأهم المراحل، هي تأسيس الطفل المبدع بعد اجتيازه الاختبار الأولي للانتقاء، من خلال وضع بين يديه، اللبنات الأولى للقراءة العميقة والكتابة الإبداعية، وصقل شخصيته ليكون مستعدا لخوض مغامرة الإبداع بثقة.
قال بن سايح، إن هذه المبادرة التي حملت دورتها الأولى اسم المجاهد الراحل محمد الشريف مستغانمي، استمدت بركتها من سيرته العطرة ومن أثره الكبير في تربية ابنته، الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي، التي تفاجأت حين علمت أن المشروع قائم منذ تسعة أشهر من العمل والتأطير، بينما كانت روح والدها حاضرة منذ البداية.
وأضاف أن المشروع جاء ثمرة أشهر من العمل الصامت، بدعم معنوي من نخبة من الأدباء والأصدقاء، وهم: رحمة الله أوريسي، يوسف عمارة، طالبي محمد، هاجر مداح، فهيمة ثابت، زينب بوحنيك، وغيرهم من الأقلام المخلصة، إضافة إلى أكثر من عشرة مربين ومدرسين ساعدوا على تأطير الأطفال وتكوينهم. وأوضح أن الكثير من المخلصين قدموا خدماتهم دون مقابل، رغم رفض مؤسس المبادرة لأي دعم مادي، بالرغم من شح الإمكانيات.
وذكر من بين هؤلاء الداعمين: الأستاذ يحيى مدقن، مدير دار "فواصل"، الذي عرض طباعة الأعمال على نفقة الدار، لكنه اعتذر له معبرًا عن امتنانه للمبادرة، إضافة إلى مؤسسة "حنين آرت"، التي رافقت فريق العمل في تصوير فيديو الحفل، ومؤسسة "الرائد للتعليم" لصاحبها إبراهيم قدة، التي فتحت أبوابها للأطفال قبل أن يتمكن المنظمون من استئجار مكان خاص. كما أشار إلى مبادرة الكاتبة الدكتورة زينب بوحنيك، التي اقترحت إطلاق جائزة باسم محمد الشريف مستغانمي، بدعمها الخاص، غير أن عبد المنعم آثر تأجيل الفكرة إلى وقت لاحق.
شارك في المرحلة الأولى من الفعالية، 550 طفل خاضوا اختبارا كتابيا حول موضوع "الروبوت". ورغم أن المبادرة كانت سرية لأسباب سيُكشف عنها لاحقا، فقد تم بعد الفرز اختيار 50 طفلًا أظهروا المؤهلات والرغبة، فيما حصل بقية الأطفال على ورشات تحفيزية وهدايا رمزية. ومن بين الخمسين، برز خمسة أطفال أصبحوا نجوم المبادرة، خضعوا لتدريب مكثف من ماي إلى أوت، بدعم مباشر من أوليائهم، بينما شارك بقية الأطفال في ورش أسبوعية لإنتاج قصة واحدة.
أما عن حصاد المرحلة الأولى، فقد شمل، حسب عبد المنعم، في إنتاج 60 قصة كاملة ومسرحية واحدة، وقراءة وتلخيص أكثر من 50 كتابًا، مع إرسال رسائل إلى مؤلفيها، بالإضافة إلى تعلم الأطفال لأكثر من 300 كلمة جديدة (والعدد في تزايد)، وكذا تسجيل أكثر من 200 فيديو تفاعلي سيُنشر تباعا على قناة "يوتيوب". وانضمام نخبة من الأدباء والأساتذة الذين احتضنوا الفكرة وآمنوا بها.
وأشار بن سايح، إلى أن هذه المبادرة، نظمت تحت شعار: "نحن نصنع الكتّاب، لا ننتظرهم"، واعتبرها مبادرة مجانية، مكثفة، وغير مدعومة من أي جهة رسمية، بدأت بفكرة صغيرة في مكالمة عبر واتساب مع الدكتورة رحمة الله أوريسي، لتتحول إلى مشروع تربوي وثقافي كبير. وأوضح أن المرحلة الثانية من الورشات التكميلية ستتواصل إلى غاية 1 سبتمبر، حيث يكون قد تم قطع 50٪ من الأهداف المسطرة.
وختم المتحدث بشكر عميق إلى عائلات أطفال "المجموعة الذهبية"، الذين ضحوا بعطلتهم الصيفية وفرص السياحة، وبقوا في ولاية تقرت طيلة العطلة الصيفية، من أجل إنجاح المبادرة، مؤمنين بأننا حتى بأبسط الإمكانيات قادرون على صناعة جيل قارئ وكاتب، جيل يحمل المعرفة والجمال.تعليق الصورة: عبد المنعم بن سايح