العرض الشرفي للفيلم القصير "فوبيا"
إسلام قروي يعالج موضوع الفن الهابط
- 870
شهدت قاعة السينماتك في الجزائر العاصمة، أول أمس، العرض الشرفي لفيلم "فوبيا" للمخرج إسلام قروي، دائما في اللون نفسه؛ الرعب النفسي، ليعالج، هذه المرة، ظاهرة تدني المستوى الفني التلفزيوني والسينمائي في الجزائر؛ من خلال قصة كاتب سيناريو يعيش مخاض تجربة نص مجنون مختلف عما هو دارج في المشهد الثقافي والفني الجزائري، بتقنيات جميلة، ساهمت في تعزيز البناء الدرامي للقصة. قبل عرض "فوبيا"، قدّم المخرج فيلمه السابق ”العائلة الصغيرة” (ليتل فاميلي) من نوع الرعب النفسي. ويتناول قصة أرملة خائفة من ضياع ابنتها وزوجها، تضطر للعب لعبة محفوفة بالقلق والهلع كي تحظى برؤيتهما مجددا، معتمدا على الغموض والتشويق في الوقت نفسه.
وضمن العمل أدوات التشويق بتصوير هادئ، جعل المتلقي يتابع السرد السينمائي السلس للمخرج، وحتى أداء الممثلين كان مقبولا.
وبخصوص الفيلم الثاني "فوبيا"، بقي المخرج إسلام قروي (من مواليد 1990) وفيا للون الذي يستخدمه في عملية الإخراج انطلاقا من متعة شخصية في تقديم مقارباته لأي موضوع. ويحسن جيدا طبع نص السيناريو في صور؛ من خلال حوارات مقتضبة مباشرة ومحددة، بدون لفّ أو دوران، غالبا ما نشاهده في السينما الجزائرية. ويروي الفيلم قصة فريال، فتاة مراهقة، تجد نفسها ضحية هواجس وكوابيس ترهق حياتها. ويروي المخرج في 20 دقيقة، قصة تجمع بين الخيال والرعب مع إسقاطات على الواقع الذي يعيشه هو في عمله، وطموحاته في تقديم المزيد والأحسن. وغلب على العمل اللونان الأبيض والأسود.
وتتطور الأحداث، ليظهر الأب ـ كاتب سيناريو الفيلم ـ الذي يحاول من خلالها تحقيق أحلامه السينمائية. وتضحى فريال في النهاية، مجرد شخصية من صنع خياله. كما تتحول شخصيات الفيلم إلى شخوص أخرى، على غرار الطبيبة التي تصبح منتجة أفلام، ووالدة فريال سكرتيرة المنتجة. وعلى عكس الأفلام الماضية للمخرج إسلام قروي، استعان بممثلين محترفين، في صورة نصر الدين جودي، وإيمان نوال، ذوَي تجارب سينمائية سابقة، وهو أمر يُحسب للمخرج، الذي بدأ يشق لنفسه طريقا نحو المهنية، ويعد باسم جاد في المشهد السينمائي، لا سيما في نوع الرعب النفسي، وهو نمط لم تشتغل عليه السينما الجزائرية بوفرة.