الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية
إصدار الديوان العربي لجلال الدين الرومي
- 827
صدر عن ديوان المطبوعات الجامعية بالجزائر، "الديوان العربي لجلال الدين الرومي"، بترجمة عائشة محرزي، تقديم وتعليق محمد شطوطي.
أشارت المُترجمة في المقدمة، إلى أن الأبيات الشعرية المنشورة في هذا الكتاب منقولة عن كتاب ضخم، وضعه الرومي تحت عنوان "المثنوي" الذي صدر في معظمه باللُّغة الفارسية. موضحة أن الأبيات الشعرية المنقولة سابقا لم تكن مكتوبة كلّها في بدايتها باللُّغة العربية، بل كانت تتخللها كلمات وجُمل فارسية، بعيدة عن لغة المتنبي، مما جعلها غير مفهومة بالنسبة للقارئ العربي.
أضافت محرزي أنها ترجمت الأبيات استنادا للترجمة التي قام بها الدكتور عبد الغفور روان فرهادي من الفارسية إلى اللغة الفرنسية، مؤكدة أنها حاولت الاحتفاظ بجوهر النص الأصلي والوفاء لمعانيه وإيحاءات أوزانه، ليظل عاكسا لجمال الشعر عند الرومي.
جاء في تقديم شطوطي للكتاب "من جملة ما ورد في شعر جلال الدين الرومي الصوفي، الذي هو فيض من الصور الجمالية التي تُعبّر عن نفس مشدودة بالمحبة إلى غيرها: الخمر والسكر؛ وهما إشارة إلى حب غامر لنفس متعطشة إلى التجلّي، والتخلي والتحلي في نفس الوقت، وهي مواصفات المتصوف الذي طلق الحياة، والتفت إلى من علمه معنى الحياة، وكذلك ذكره للأنبياء عيسى وموسى، عليهما السلام، بالإضافة إلى مريم عليها السلام، كلُّ ذلك، من أجل أن يُقدّم الدليل للقارئ على أن الحياة ليست بالتي تُؤخذ كما هي؛ ففيها من العذابات والآلام ما جعل شاعرنا في قول يحمل الصدق، ولا يختلف فيه اثنان عندما قال: الحياة زائلة مؤقتة، وأجمل ما فيها هو أن نعيشها كالغرباء، وكالمسافرين إلى عالم ينتظرنا هناك، باللّقاء الذي يتمُّ فيه الحساب والتقييم أمام رب رحيم".
تابع شطوطي قائلا "هناك الكثير من الإشارات والتنبيهات، منها على سبيل المثال، بلدة تبريز، التي تتمثل في بلدة شيخه شمس الدين التبريزي، الذي هو قبْلته في العلم والمعرفة، خاصة في التصوُّف. وذكره للقهوة التي تعد من الأشياء التي تجمع الأحباب على مائدة واحدة، والنخلة والحمامة والصيام والهوى، كلُّها في مكانها المناسب". أكد شطوطي أن الديوان يكشف عن "نفس توّاقة إلى الصفاء والنقاوة والعشق الروحاني والأمل الدائم الذي لا يعرف متاهات الحياة، وإنّما المحبة التي تبقى في الحياة ذكريات".
❊ق.ث