تجمع إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية
إطلاق منصة رقمية جديدة في عيد الاستقلال
- 674
سيتم إطلاق منصة رقمية جديدة في شهر جويلية القادم، مخصصة لكافة إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية، حسبما كشف عنه من ولاية إيليزي، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للكتاب والمكتبة، الذي احتضنته هذه السنة ولاية إيليزي.
أوضح السيد عصاد، في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح فعاليات إحياء اليوم الوطني للكتاب والمكتبة، والتي حضرها وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أنه "سيتم بمناسبة الاحتفالات بالذكرى 62 لعيدي الاستقلال والشباب، إطلاق منصة رقمية جديدة مخصصة لكافة إصدارات المحافظة السامية للأمازيغية، سيكون محتواها كاملا في متناول الباحثين والقراء الجزائريين المهتمين بالأمازيغية لغة وثقافة".
كما ستشرع المحافظة السامية للأمازيغية -يضيف ذات المسؤول- بداية من السداسي الثاني لهذه السنة، في استلام سلسلة من هبات كتب من قبل شخصيات وطنية وقامات فكرية، أبدت استعدادها للمساهمة في حماية وصون الذاكرة الوطنية.
وأشار السيد عصاد إلى أن المحافظة السامية للأمازيغية ‘’تسجل بكل فخر واعتزاز، التألق الملفت للكتاب المدون باللغة الأمازيغية، الذي أصبح يتواجد على رفوف المكتبات في عدة ولايات’’، مسجلا في ذات السياق، أن عددا معتبرا من الباحثين الشباب "يقتحمون بقوة مجال التأليف باللغة الأمازيغية في ميادين معرفية متنوعة".
يتمثل الهدف الدائم للمحافظة في تعزيز نشر الكتاب المدون بالأمازيغية، مع تمكين حضور كل العناوين الصادرة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، إضافة إلى التظاهرات الثقافية الرسمية الأخرى، المنظمة من قبل الدوائر الوزارية الشريكة لذات الهيئة، يضيف ذات المتحدث.
وأكد في السياق ذاته، أن مكانة الكتاب "ستظل محورية في برنامج نشاطات المحافظة، التي أصبحت تنظم بكل احترافية جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، بفضل العناية التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لتوفير إطار تنافسي بغية إبراز الإبداع وتشجيع الثقافة الأمازيغية، وهو ما تحقق من خلال إصدار كل الأعمال المتوجة في الطبعات الأربعة السابقة بـ40 إصدارا في الأدب واللسانيات والتراث اللامادي والأبحاث التكنولوجية والرقمنة".
وأضاف السيد عصاد، أن المحافظة السامية للأمازيغية "أصدرت منذ مطلع السنة الجارية، ستة مؤلفات جديدة"، وهو المجهود الثقافي الذي من شأنه -مثلما قال- "إنعاش الذاكرة الوطنية والمحافظة على التراث الثقافي واللساني الوطني، وإثراء المكتبة الجزائرية وصون الأمن الهوياتي".
بالمناسبة، استعرض ذات المسؤول، أهم إنجازات المحافظة السامية للأمازيغية، التي تحتفل بالذكرى 29 لنشأتها، في مجال التأليف والكتاب والترجمة والنشر، مما سمح -مثلما قال- ببناء قاعدة بيانات معرفية، أسست لأول مكتبة رقمية بعنوان ترقية اللغة الأمازيغية، حيث تتواصل الجهود لتعزيز رصيد مكتبة المحافظة، لترتقي إلى مستوى فضاءات التوثيق الهامة في البلاد.
ثمن الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، إقرار رئيس الجمهورية لليوم الوطني للكتاب والمكتبة، تكريما لمكانة المعرفة والثقافة في الفضاء العمومي، واستحضارا لذكرى الفعل المشين للمنظمة العسكرية السرية لجيش الاستعمار الفرنسي سنة 1962، المتمثل في إحراق المكتبة الجامعية لمدينة الجزائر، التي كانت تزخر بمؤلفات ثقافية وعلمية تجاوزت 500 ألف كتاب ومخطوط، وهي جريمة دولة تضاف إلى أبشع جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
وأوضح أن المحافظة السامية للأمازيغية، انخرطت في الاحتفال بهذا اليوم الوطني المتميز، إيمانا منها بدورها كهيئة رسمية معنية بتفعيل العمل الثقافي الميداني، في سبيل ترقية اللغة الأمازيغية، داعيا الشباب الجامعي والجمعيات الثقافية على المستوى المحلي، إلى الإسهام في مسعى تدوين التراث الثقافي اللغوي المحلي، وتشجيع النشر باللغة الأمازيغية وبالحرف الأصيل "تيفيناغ".
من جانب آخر، نشط السيد عصاد ندوة علمية حول "مجهودات الدولة في مجال ترقية الكتاب والمقروئية باللغة الأمازيغية في الجزائر"، قدم خلالها عرضا حول نشاطات المحافظة وجهود ترقية الأمازيغية.
كما تطرق إلى وضعية تدريس اللغة الأمازيغية بولايتي إيليزي وتمنراست، مستعرضا بعض الصعوبات التي تواجه عملية التدريس.
وتم على هامش هذه الندوة العلمية، التي جرت أشغالها بقاعة المحاضرات في الإقامة الرسمية للولاية "الطاسيلي"، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين وأمين العقال للطاسيلي آزجر، وأعضاء العائلة الثورية والجمعيات الثقافية، وممثلي المجتمع المدني، تكريم 6 أساتذة للغة الأمازيغية بولاية إيليزي.
ونشط السيد عصاد في ختام هذه الزيارة، لقاء تواصليا مع المجتمع المدني بولاية إيليزي، ركز فيه على الجهود المبذولة لترقية اللغة الأمازيغية بكافة متغيراتها اللسانية.