الذكرى 116 لميلاد أمير الشعراء الجزائريّين
إلحاح على عودة ملتقى محمد العيد آل خليفة ببسكرة
- 1367
أطلق بعض الشعراء والمثقفين مؤخرا بمناسبة الذكرى 116 لرحيل محمد العيد آل خليفة، نداء خاصا برد الاعتبار للشاعر الراحل آل خليفة؛ من خلال عودة المهرجان الذي يحمل اسمه، وهو أحد أعرق وأقدم المهرجانات الشعرية في الوطن العربي.
أشار بعض المثقفين إلى أن أهمية عودة مهرجان محمد العيد آل خليفة ببسكرة، لا تعني تكريما للشاعر فقط، بل تكريما للمدينة التي احتضنته وعاش فيها أغلب سنوات حياته. كما أن أغلب الشعراء الذين كانوا يملأون الساحة الشعرية في الثمانينات والتسعينات، مروا من منابر هذا المهرجان العريق. ولشعراء السبعينات قصص مع هذا الحدث الثقافي السنوي، لعل أشهرها قصة الشاعر عمر أزراج وقصيدته "أيها الحزب تعدد أو تجدد أو تبدد".
للإشارة، فإن المهرجان أوقفته وزيرة الثقافة السابقة خليدة تومي. وحاولت نادية لعبيدي إحياءه ولكنها غادرت، وخذله وزراء ثقافة سبقوا، فيما يُنتظر من الوزيرة مليكة بن دودة أن تلتفت إليه وتعيد إحياءه من جديد.
هذا الشاعر المجاهد أطلق عليه الإمام عبد الحميد بن باديس لقب "أمير شعراء الجزائر"، وهو أحد أبرز علماء ومدرّسي وشعراء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي نافحت وكافحت الاستعمار. وفي سنة 1927 دُعي إلى العاصمة الجزائر للتعليم بمدرسة الشبيبة الإسلامية الحرة؛ حيث بقي مدرسا بها ومديرا لها مدة اثني عشر عاما. وفي هذه الفترة ساهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان من أعضائها العاملين. ونشر كثيرا من قصائده في صحف الجمعية؛ "البصائر، والسنّة، والشريعة، والصراط"، وكذا في صحيفتي "المرصاد" و"الثبات" لمحمد عبابسة الأخضري. وفي سنة 1940 بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، غادر العاصمة إلى مدينة بسكرة، ومنها إلى مدينة باتنة عاصمة الأوراس؛ للإشراف على مدرسة التربية والتعليم حتى سنة 1947، ثم انتقل إلى مدينة عين مليلة للإشراف على الإدارة والتدريس بمدرسة العرفان الإسلامية إلى سنة 1954م؛ تاريخ اندلاع الثورة. وألقي القبض عليه وزُج به في السجن وخضع للتعذيب، ثم أُطلق سراحه، وفُرضت عليه الإقامة الإجبارية في مدينة بسكرة، فلبث معزولا عن المجتمع تحت رقابة مشددة. وتوفي، رحمه الله، في شهر أوت سنة 1979 في تونس، ودفن في بسكرة. ويُعد محمد العيد آل خليفة من رواد الشعر العربي الحديث، رافق شعره النهضة الجزائرية في جميع مراحلها.
وقد جمع قصائد الديوان أول مرة تلميذه أحمد بوعدو سنة 1952 م، وتم طبعه سنة 1967 م، ثم قام أحد تلامذته بالكشف عن قصائد للشاعر لم تنشر، جمعها من الصحف الوطنية القديمة وغيرها. ومن آثاره أيضا "أنشودة الوليد"، ورواية "بلال بن رباح" (مسرحية شعرية)، وديوان محمد العيد.