ضمن تراث مشترك للإنسانية
اجتماع في 2019 لإدراج قطع فنية إفريقية
- 737
اقترحت فرنسا عقد اجتماع بباريس خلال الثلاثي الأول من سنة 2019 مع شركاء أفارقة وأوروبيين، من أجل إدراج قطع فنية إفريقية ضمن تراث مشترك للإنسانية، حسبما جاء في بيان للإليزي، وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن ”رئيس الجمهورية يقترح أن تحتضن باريس خلال الثلاثي الأول من سنة 2019، اجتماعا يضم شركاء أفارقة وأوروبيين من اجل السعي معا لبناء هذه العلاقة الجديدة وهذه السياسة التبادلية”. مضيفة أن الرئيس إيمانويل ماكرون أكد على أمله في إطار خطاباته بكل من أثينا وأبو ظبي والجزائر، في ”تجسيد سياسة تراثية مستقبلية تقوم على البحث عن العالمية، وحول إدراج الأعمال الفنية ضمن تراث مشترك للإنسانية”.
استلم رئيس الدولة الفرنسية يوم الجمعة، تقرير بينيديكت سافوي (جامعية ومؤرخة في الفن الفرنسي) وفلوين سار (كاتب واقتصادي وجامعي وموسيقي سنغالي)، الذي أحصيا فيه ما لا يقل عن 90 ألف عمل فني إفريقي، ثمرة النهب الاستعماري، ويتواجدة حاليا في المتاحف الفرنسية. يضم متحف ”كي برانلي جاك شيراك” لوحده حوالي 70 ألف قطعة فنية وشكل رسمي 17636 قطعة على مستوى خمسين مؤسسة أخرى، كما يشير التقرير إلى أن هذه الأرقام أقل بكثير من الحقيقة، فضلا عن القطع الفنية الخاصة بالجزائر ومصر، وهما البلدان الذين تم استثناؤهما من عملية إعادة تلك القطع إلى بلدان إفريقية.
كتب الأكاديميان في مقدمة التقرير الذي يحتوى على 232 صفحة، أن الحالة الجزائرية والمصرية تم استثناؤهما لأنهما ”يندرجان في سياق الامتلاك، مما يتطلب تشريعات مختلفة تماما”.
يجدر التذكير في هذا السياق كذلك، أن الوثيقة جاءت على إثر الوعد الذي قطعه الرئيس ماكرون، والذي يقضى بإعادة القطع والأعمال الفنية الخاصة ببلدان القارة الإفريقية أمام الطلبة البوركينابيين بتاريخ 28 نوفمبر 2017. كما أكد بيان الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون كلف كلا من وزير الثقافة فرانك رايستر ووزير أوروبا والشؤون الخارجية جون إيف لودريان ”بمسؤولية القيام بالمراحل القادمة”، حتى يستطيع الشباب الإفريقي ”الاستفادة على مستوى القارة وليس بأوروبا فقط، من تراثها والتراث المشترك للإنسانية”.
دعا من جانب آخر المتاحف إلى لعب دور ”أساسي” في مسار تحديد الشركاء الأفارقة، لتنظيم عمليات الإرجاع المأمولة، مع نقل ونشر تلك الأعمال، كما أشار -حسب نفس المصدر- إلى ضرورة القيام بعمل ”معمق”معالبلدانالأوروبيةالأخرى،والتي تحتفظ بمجموعات من نفس الطبيعة أو التي تم الحصول عليها في ظروف مشابهة.
تؤكد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) على كفاح البلدان الإفريقية التي تريد استرجاع ممتلكاتها الفنية المنهوبة خلال الحقبة الاستعمارية، وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 90 ٪ من القطع الفنية التي مصدرها إفريقيا، الواقعة جنوب الصحراء، متواجدة خارج القارة، حيث يضم المتحف البريطاني بلندن 200 ألف قطعة إفريقية، أما ألمانيا، فقد اختصت في التحف الفنية الخاصة بالكاميرون وطوغو وتنزانيا، فيما نجد في بلجيكا آلاف القطع الفنية القديمة الكونغولية، وأن بعضها يعود إلى أكثر من 6000 سنة، حسب نفس المصادر.