أبرزوا تنوّع وعراقة التراث المحلي بقصر الثقافة

احتفاء جزائري بالهوية الإفريقية

احتفاء جزائري بالهوية الإفريقية
  • 207
لطيفة داريب لطيفة داريب

رغبةً في إبراز الموروث الثقافي الجزائري وتأكيد انتمائه إلى القارة السمراء، يعرض فنانون تشكيليون جزائريون أعمالهم بقصر الثقافة ّمفدي زكريا، في إطار البرنامج الثقافي المواكب لتظاهرة معرض التجارة البينية الإفريقية، وكذا الحدث الثقافي "كانكس". 

بالمناسبة، يعرض الفنان عصمان لوحة تجسّد جمال تعانق البنيان العتيق لمدينة بسكرة مع نخيلها الباسق، مع إشارة إلى اللباس التقليدي لنساء المنطقة. 

أما الفنان محمد باكلي فقد مزج في أعماله بين النقش على النحاس، والفن التجريدي، والخط العربي، وهو ما يتجلى في لوحة "ذاكرة المدرسة" ، بينما أضفى على لوحة "قلوب بيضاء" أبياتاً شعرية قال فيها: "قلوب بيضاء بلون الثلج.. خيالهم باتّساع السماء..أحلامهم نقية نقاء الماء...". كما مزج في لوحة "أكواريوم" بين الألوان الهادئة والحارة، حيث ظهرت الأسماك بألوان وأحجام مختلفة. ومن جهتها، تعرض زهية قاسي ثلاث لوحات، من بينها لوحة "مشاركة" ، ألصقت فيها ملاعق خشبية كرمز لطبق الكسكس، الجامع للعائلة الجزائرية في الأفراح كالأعراس، والأحزان مثل المآتم.

وبأسلوب مغاير تماماً، قدّم سيف الدين شرايطية عدّة لوحات تجريدية من دون عناوين، تاركاً للجمهور حرية قراءتها، وتخيّلها. ففي إحدى لوحاته طغى اللون الأخضر على الجزء العلوي، فيما لطّخت بقعة حمراء تسيل كالدماء، ربما رمزاً لجرح غائر لا يتوقّف عن النزيف رغم بهجة الحياة وخضرتها المنعشة.

أما وليد خلخال فاستلهم من منطقته تلمسان، فرسم بأسلوب انطباعي، لوحات بعنوان "غلالة"، و "لوريط" و"جلايطة" ، في حين اعتمدت شفيقة فغير على البعد الهندسي في أعمالها، فجاءت لوحة "الأبعاد الخفية" بأبواب مقوّسة، وأحجام متفاوتة، أعادت رسمها في أكثر من عمل بتغييرات لونية.

واهتم بلقاسم بوطبة بتجسيد التراث في طابعه الاحتفالي، فرسم في لوحة "بائع الخردوات" ، الأزياء التقليدية النسوية والرجالية، بينما جسّد في لوحة "الشاوية" امرأة مسنّة تبتسم للحياة. كما رسم منارة جامع مدينة تماسين (ورقلة)، تطلّ من نافذة بيت عتيق متهدم.

وبعالم مغاير كلياً، قدّم علي كوسة لوحات خيالية مبهجة، منها لوحة عن تنين بحري مزركش، وأخرى تُظهر مرافقة الإنسان للحيوان. أما كريم سرقيوة فاعتمد خلفية بيضاء زيّنها بأشكال ملوّنة، حيث رسم في لوحته الأولى "اتّجاه مشوّش" ، الحيوانات التي زيّنت جدران الطاسيلي. وفي لوحته الثانية "زعيط معيط ونقاز الحيط" هيئات ملوّنة، تكرّرت، أيضاً، بشكل أكبر في لوحة "وضعيات متعدّدة".واستلهم نصر الدين دوادي أعماله من رسومات أوغست رونوار عن النساء الجزائريات، فأنجز لوحة بعنوان "العاصمية بعد"، وأخرى لامرأة ترتدي لباساً أحمر مزركشاً، يندمج مع الستار المرصوف خلفها. 

أما طاهر ومان فقد عبّر عن ألمه مما يحدث في غزة، فرسم عدة أعمال حول هذا الموضوع، منها أربعة يعرضها في هذه الفعالية، بعنوان "أنين غزة على جدار قرطبة" ، وفيها جمع بين الرسم والكتابة، رابطاً بين مأساة غزة وما حدث في الأندلس قديماً.

وفي لوحات عبد النور زرفاوي تنفجر الألوان حياةً وبهجة، خاصة في لوحة "أزهار". أما أعماله الأخرى فزيّنها بكلمات وعبارات إضافية.ومن جهتها، قدّمت جهيدة هوادف أعمالاً تحمل عناوين شعرية مثل "رحلة في قلب الكلمات"، و "احتضان السيقان"، و"قمة ملتهبة"، أظهرت فيها جمال الطبيعة والبراءة الطفولية التي اعتادت رسمها، بينما عرضت جازية شريح لوحتين كبيرتين في فن الزخرفة. وقدمت رتيبة آيت شافع لوحات عدة، منها "صحوة" التي جسّدت فيها أزهاراً شامخة، تتجاوز صلابة التربة لتعانق السماء. واختار بلال شريط أن يرسم نفسه في بورتريه، في حين استعمل مغيث محمد العربي بن عمثان، اللون الترابي في لوحاته "بائع الشاي"، و "الهمة" و"القلاز"، حيث أبرز تفاصيل دقيقة لشخصياته. 

أما كريمة صحراوي فقد عرضت لوحات عن فن تعابير الوجه، في حين قدّم عبد الملك محجوبي لوحة تجريدية. ورسم جمال تم تم لوحة عن جمال المرأة القبائلية وهي تحمل جرة على ضفاف نهر، بينما اعتمدت لطيفة بولفوال اللون الأحمر في أعمالها التي توحي بحركة راقصة باليه. وعلى النقيض، استخدم مراد عبد اللاوي ألواناً قاتمة في لوحاته التجريدية. أما يمينة بورحلة فقد رسمت مسمكة الجزائر، محاطة ببناياتها القديمة الجميلة.