كعادته ومنذ سنوات، كان الممثل المسرحي محمد ميهوبي أوّل أمس، وفيا لمشاركة المرأة الوهرانية احتفالها بعيدها العالمي في الـ8 مارس، من خلال تقديمه العرض العام لمسرحيته الجديدة التي أهداها للمرأة الجزائرية بصفة خاصة، والتي تحمل عنوان "احشمي يا مرا"، وذلك بالمسرح الجهوي "عبد القادر علولة" بوهران.
تناولت أحداث "الوان مان شو" قصة رجل متزوّج من امرأة طيبة، تقترب معاملتها لزوجها من المثالية؛ تعطي دون مقابل. ولأنّ المرأة الضعيفة الخاضعة - حسب هذا الزوج - تكون مملة، وهو ما دفع به إلى التمرّد عليها والتضايق منها ومن طيبتها المفرطة؛ لذا يقرّر الانفصال عنها، ليبحث عن زوجة ثانية جريئة وذات شخصية قوية، ولكنه في رحلة البحث عن الزوجة الأخرى يكتشف مزايا زوجته الطيبة والوفية له، ويشعر وقتئذ بالفراغ الذي تركته في يومياته، فيندم على فعلته، ويذهب إليها ويطلب منها السماح، ويعيدها إلى عصمته وبيت الزوجية.
أراد ميهوبي أن يقدّم من خلال هذا العمل المسرحي - كما يقول - رسالة لبعض الرجال ممن لا يقدّرون نعمة الزوجة الصالحة والطيبة، ويرغبون في التمرد على الاستقرار الزوجي والسعادة، ليندموا عندما لا ينفع الندم.
وقد تجاوب الجمهور الوهراني الذي غلب عليه العنصر النسوي مع العرض. واستطاع ميهوبي كعادته، أن يمزج بين الفكاهة والجد لطرح قضية من رحم المجتمع، سعى من ورائها لتكريم المرأة في عيدها العالمي؛ لأنّها تظلّ العنصر الذي بدونه يختل توازن المجتمع وينهار.