المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان
اختتام احتفالات السنة الأمازيغية الجديدة
- 1468
اختتمت في نهاية الأسبوع، بالمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بمدينة تلمسان، الاحتفالات بالسنة الأمازيغية الجديدة 2966، التي نظمت هذه السنة تحت شعار "من تراث أجدادنا"، حيث تضمن برنامج احتفالية هذه السنة ندوة ومعرضا، لإبراز مظاهر احتفال سكان منطقة بني سنوس الذين لهم عاداتهم وتقاليدهم في طريقة احتفالهم برأس السنة الأمازيغية. أكدت السيدة معقل بالمناسبة، ومن خلال معرضها، أن الاحتفال بهذه المناسبة يكمن في تحضير ربات المنازل للكسكسى بالدجاج والبيض، مضيفة أن العائلات تشتري مجموعة معتبرة من المكسرات والحلويات ويتم رميها على أصغر فرد في العائلة، كما يوضع الطفل في "قصعة" ويتم توزيع الحلوى، حسب اعتقادها واعتقاد سكان المنطقة بأن هذه العادة تجلب الحظ السعيد له وتجعل أيامه حلوة وجميلة، كما تشتري العائلات خلال هذه المناسبة الأواني الفخارية والشموع والألبسة التقليدية وتحضّر العديد من المأكولات التقليدية كـ«التريد" و«خبيزات البيض".
وبالموازاة مع ذلك، ومع مظاهر الاحتفال التي تطبع هذه المناسبة، يتفنن سكان منطقة بني سنوس بتلمسان، في تحضير مختلف الأطباق التي تستمد مكوناتها من المنتوجات الفلاحية التي تتميز بها كل منطقة، كدلالة رمزية على غنى محاصيل السنة المنفرطة والأمل في موسم فلاحي حافل بالعطاء والثمار، ومن بين أصناف الأكلات المحضرة بهذه المناسبة، نجد أكلة "حبوب شرشم" و«الكسكس بالدجاج".
من جهته، أبرز الدكتور والأستاذ حمداوي محمد، أستاذ جامعي مختص في علم الاجتماع، في ندوة نشّطها بالمناسبة لصالح تلاميذ متوسطة الشهيدة "سليمة طالب" بمقر المتحف، طريقة الاحتفال بيناير وكيفية التحضير له قبل وصول يوم الاحتفال في منطقة بني سنوس، تفضل العائلات تحضير الكسكسي بـ"المرق الحلو" المتكون من الزبيب و(البرقوق المجفف)، ويرتدي جميع الأطفال اللباس التقليدي المعروف بـ"الشدّة"، فيما تقوم النساء بطبخ "التريد" بالشاي من أجل أن يجتمع جميع أفراد العائلة والأقارب للاحتفال معا، كما يقوم كل بيت في هذه المنطقة بملأ طبق بالحلويات والمكسرات ووضعه في وسط المنزل، وقد خصصت أكلة "خبيزات بالبيض" للأطفال الصغار باعتبارها دلالة مميزة، مضيفا أنه في اليوم الموالي تقوم العائلات بتوزيع الحلويات والمكسرات المحضرة على الجيران والأحباب، وسماع صوت دق المكسرات في كل منزل أمر ضروري ومميز في هذه المنطقة.
وأضاف الدكتور حمداوي أن مظاهر الاحتفال بهذا الحدث تختلف سواء في ما يخص الطقوس والمعتقدات المرتبطة به أو ألوان وأشكال الأكلات المحضرة بالمناسبة، باختلاف المناطق وأنواع المحاصيل المنتجة بها من حبوب وخضر وغيرها، لارتباط الأمازيغي بالأرض كأساس للحياة واسمراريتها عبر صنوف الخيرات والغلال التي تهبها للإنسان، وختم الدكتور مداخلته بالتأكيد على أن تاريخ الشعوب لا يمكن اختزاله في مجرد الأحداث التاريخية والوقائع المادية، إذ كل حضارة أو ثقافة تحتوي على مكونات ذات أبعاد أسطورية ودينية وكونية مرتبطة أشدّ الارتباط فيما بينها، مما يسمح بخلق رؤية أصيلة للعالم والإنسان.