تواصل معرض «المسرح لكم» برواق «الزوار للفنون»

استعراض لمسيرة حافلة، وفرصة للتواصل مع الجمهور

استعراض لمسيرة حافلة، وفرصة للتواصل مع الجمهور
  • 599
مريم .ن مريم .ن

يحتضن رواق الزوار للفنون بالمركز التجاري لباب الزوار، إلى غاية الثالث أوت القادم، معرضا بعنوان «المسرح لكم»، يقدم للجمهور الوافد جانبا من تراث هذا الصرح الثقافي والتاريخي العريق، ومختلف الأعمال الفنية التي ميزت مساره بعد مرحلة الاستقلال.

في لافتة كبيرة علقت بمدخل المعرض، تم التعريف بتاريخ المسرح الوطني محي الدين بشطارزي الذي كان قبل الاستقلال يعرف بالأوبيرا، وقد تم التأسيس في 8 جانفي 1963 ليصبح (أي بعد التأميم) مؤسسة عمومية، من مهامها إنتاج وتوزيع أعمال مسرحية من الربرتوار المحلي والعالمي، وكذا تقديم أعمال مسرحية كلاسيكية وعصرية وطنية وأجنبية، والمساهمة في إثراء التراث الثقافي الوطني وتطويره، وتنظيم تربصات متخصصة في التكوين التطبيقي للفنانين، وتدعيم المهن المرتبطة بالنشاط المسرحي.

من مهام المسرح الوطني أيضا ترقية التجربة المسرحية الجزائرية، والتعريف بها وطنيا ودوليا، والسهر على تثمين علاقة الجمهور بالمسرح مع ضمان مهمة الخدمة العمومية ذات الطابع الصنـاعي والتجاري تتمتع بالشخصية المعنوية وبالاستقلال المـالي تحت وصاية وزارة الثقافة.

يشير المعرض إلى دور المسرح الوطني في التنمية الثقافية من خلال تعميم العروض، والوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع.

في ملصقة أخرى، يتم التعريف بفضاءات وأجنحة المسرح الوطني، منها مثلا القاعة الكبرى مصطفى كاتب للعروض، وفضاء نادي بن قطاف للمحاضرات والندوات، وبهو المدخل للمعارض، وفضاء عبد القادر سفيري للتدريبات والورشات، وقاعة الحاج عمر وغيرها.

تعرض الكثير من ملصقات المسرحيات التي أنتجها المسرح الوطني، أغلبها أنتج في السنوات الأخيرة، كما تم عرض صور فوتوغرافية لعمالقة الفن الجزائري صورت في مشاهد مسرحية لروائع الأعمال من الربرتوار الوطني والكلاسيكي العالمي.

من ضمن ملصقات المسرحيات، تم عرض ملصقة مسرحية «صفية» لإبراهيم شرقي مرفوقة ببطاقة فنية، وتتناول قصة حب قاسية بين لمجد ومنانة، ومسرحية «بهيجة» لزياني شريف عياد، من تأليف أرزقي ملال، أنتجت مؤخرا أي في عام 2017، وكذا مسرحية «المعدوم» لمحمد آيت إغيل، من إخراج ياسين زايدي والمنتجة سنة 2015، ومسرحية «العشاء الأخير» لحسن رشيد (إنتاج 2014)، تتناول صراعا بين زوجين يختفي وراءه صراع اجتماعي أعمق، ومسرحية أخرى أنتجت في نفس السنة كتبها يوسف بعلوج.

كما اجتهد المنظمون في عرض صور من سنوات عز المسرح الوطني، حيث كانت الروائع تمتع جمهور الجزائري، ومن خلال هذا المعرض الجواري يعيد الزوار ذكرياتهم مع هؤلاء العمالقة، ويطلع جيل الشباب على تلك الروائع التي حققت شهرة عالمية، منها مثلا رائعة «دائرة الطباشير القوقازية» سنة 1969 للمؤلف بوتولد بريخت، من اقتباس محمد اسطنبولي وإخراج الحاج عمر، وتعرض قضية الصراع الطبقي. وقد شارك فيها كوكبة من عمالقة الفن الجزائري، منهم بن قطاف ومعروف عمر ويحيى بن مبروك وأبو الحسن وفتيحة بربار وغيرهم.

من ضمن الصور الفوتوغرافية المعروضة، مشهد من مسرحية «الدهاليز» ظهر فيها الراحل سيد علي كويرات ودليلة حليلو، وصورة أخرى لمسرحية «موت التاجر المتجول» مع كويرات وبوعلام بناني وأيضا «عقد الجوهر» لبن قطاف، ومن مسرحية «العلق» سنة 85؛ مشهد لكويرات وكلثوم وآخر جمع سيدة المسرح كلثوم مع أقومي، وكذا مشهد لعلولة في مسرحية «حمق سلي» التي عرضت سنة 1972، وصولا إلى رائعة «حافلة تسير» للراحل مجوبي سنة 1985، ثم «عمار بو الزوار» سنة 1990 مع فتيحة بربار.

من الروائع أيضا «البوابون» سنة 1970 مع نورية وأبو جمال و»هي قالت وأنا قلت» سنة 1975 مع كلثوم ومشهد من مسرحية ضمت مصطفى كاتب والحاج إسماعيل والكثير من الفنانين.

ضم المعرض أيضا ألبسة من مسرحيات عديدة، منها لباس خاص بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» ولباس من مسرحية «نجمة» لأحمد بن عيسى ولباس مسرحية «عقد الجوهر»، ولباس «المرأة المتمردة» سنة 64 لمصطفى قزدرلي وإخراج علال المحب وغيرها.

كما تم عرض مسرحيات مسجلة وصادف وجود «المساء» عرض مسرحية «طرشاقة».

هكذا تم التعريف بالمسرح خلال فترة الاستقلال تحت سقف الحرية التي حرم منها الجزائريون لأكثر من قرن، وقد تواصل نفس النضال بحرية مطلقة ودون رقابة، بغية التأسيس لحراك مسرحي مرن يتفاعل وطموحات مجتمع ما يزال يتعافى من وباء الاحتلال، وكانت انطلاقة جريئة لحمل المسرح الجزائري على الإبداع وطرح القضايا المستقبلية وتعزيز رؤى الوحدة الوطنية والهويّة.

التزم المسرح الجزائري بأن يكون أداة من أجل السلام والتعايش، تجسدت على ركحه العديد من النصوص التي تناضل من أجل حقوق الإنسان ومختلف الأبعاد الفينة والجمالية والتقنية للمسرح، ليدخل بعدها إلى زمن آخر، حيث التسارع الرقمي والإبداع الإلكتروني.