الكاتبة والمترجمة أمل بوشارب لـ "المساء":
الأدب الجزائري شبه غائب عن الساحة الإيطالية
- 1319
عبّرت مديرة مجلة أرابسك، أمل بوشارب، عبر "المساء"، عن سعادتها بالمشاركة للمرة الثانية على التوالي، ضمن لجنة تحكيم جائزة “لاغو جيروندو” الأدبية الدولية في طبعتها العشرين، تحت رعاية مقاطعة لومبارديا، وبمساهمة نخبة من أهم دُور النشر الإيطالية. قالت بوشارب إن لجنة تحكيم جائزة لاغو جيروندو الأدبية الدولية، يترأس طبعتها الثانية، الشاعر والمسرحي الإيطالي فرانكو تشيلينتسا، وكوكبة من أهم الوجوه الأدبية والفكرية والنقدية على الساحة الإيطالية. وتابعت: "في الطبعة المنصرمة تشرفنا بتقديم جائزة خاصة لدار نشر "إل ليوني فيردي"، لتفرّدها بنشر سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام (النبي محمد ـ حياته حسب المصادر الأكثر قدما) للمفكر والمتصوف الإنجليزي الشهير مارتن لنكز، وهي إلى الآن، السيرة الأوفى والأصح لحياة الرسول الكريم باللغة الإيطالية. وقد أتت هذه الجائزة الخاصة التي لم يعلَن عنها ضمن فئات الجائزة، لتثمين جهود دُور النشر الإيطالية في بناء جسور حقيقية بين الثقافات، من خلال كتب رصينة وإصدارات جادة".
وعن هذه الطبعة تقول محدثة "المساء" معلقة على المشاركة العربية المرتقبة، "في جميع الجوائز ومن أجل ضمان وصول أعمال وازنة، لا بد من بلوغ نسبة من التراكم في سوق النشر، تضمن الحد الأدنى من التنافسية. إلى حد الآن، الأدب الجزائري لايزال شبه غائب عن الساحة الإيطالية. كما إن الأعمال العربية يدور أغلبها في فلك الإيديولوجي، وهو ما يقوّض في أغلب الأحيان، قيمتها الفنية، وعليه قدرتها على افتكاك الجوائز عن جدارة". وتواصل: "أتمنى أن نشهد حركة أكبر في سوق الترجمة، وانتقائية أكبر للمترجمين في اختيار الأعمال العربية التي تستحق الوصول إلى القارئ الإيطالي". وعن آخر الإصدارات الجزائرية في إيطاليا، أشارت بوشارب إلى إصدارها ترجمة لواحدة من أبرز الأصوات الشعرية المعاصرة في الجزائر، أمينة مكاحلي، وهو العمل الذي يصدر عن دار نشر Puntoacapo Editrice بترجمة الشاعرة والمترجمة الإيطالية المرهفة، تشينزيا ديمي.
وتابعت مجددا أن هذه المجموعة تضم أحد أجمل الأشعار الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية للمبدعة أمينة مكاحلي. وقد كان تصدير هذه المجموعة فرصة لتعريف القارئ الإيطالي بالأدب الجزائري المكتوب بالعربية والفرنسية، حيث تبقى لغة الكتابة في الجزائر، تشكل معضلة لدارسي الأدب العربي أنفسهم في إيطاليا، لذلك كانت مقدمة كتاب مكاحلي Les petits cailloux du silence، مناسبة لإيضاح البعد الجامع الذي تنطوي عليه كل لغات الإبداع في الجزائر. وإلى ذلك سلّط العدد الأخير من مجلة Arabesque التي تصدر في إيطاليا وتديرها أمل بوشارب، سلّط الضوء على الإبداعات الأدبية الجزائرية، من خلال ترجمات قصصية وشعرية لكتّاب وشعراء جزائريين يترجَمون لأول مرة باللغة الإيطالية، على غرار لميس سعيدي والخير شوار. يُذكر أن أمل بوشارب تدير، حاليا، مجلة "أرابِسك"، وهي أول مجلة في إيطاليا مختصة بالأدب والفنون العربية.
وقد صدر للكاتبة والمترجمة الجزائرية ترجمات لأكثر من عشرين شاعرا وكاتبا إيطاليّا بالعربية. كما حازت إصداراتها القصصية والروائية باللغتين العربية والإيطالية، على احتفاء جماهيري ونقدي واسع. وأصبحت أول عربية تنضم إلى لجنة تحكيم جائزة Lago Gerundo الأدبية الدولية في إيطاليا، خصصت لها جامعة تيبازة بالجزائر في مطلع عام 2020، ملتقى وطنيا لدراسة متنها السردي. كما صدر حولها عام 2021، عمل نقدي، يتناول كتاباتها بعنوان “التابع يتكلم” للدكتور إبراهيم بوخالفة، عن منشورات Éditions itinéraires scientifiques. وآخر إصدار لها كان عام 2021، "في البدء كانت الكلمة"، وهي رواية أنهت بها ثلاثية الجزائر التي بدأتها في عام 2015 مع "سكرات نجمة"، و"ثابت الظلمة" 2018، عن منشورات "الشهاب".