الجزائر تحيي تظاهرة شهر التراث

الأرض محرك للتطوّر التاريخي والثقافي

الأرض محرك للتطوّر التاريخي والثقافي�
  • 547
دليلة مالك� دليلة مالك

 تقام تظاهرة شهر التراث في الجزائر هذه السنة تحت شعار ”التراث والأرض”، ذلك ”لعلاقته بالقيم الأساسية والمؤسسة للأمة”، مثلما جاء في الرسالة التوجيهية التي وجهتها وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، لكافة محترفي القطاع، حيث دعت للعودة بحزم أكبر إلى الأرض والتجذّر فيها، وتحديدا العودة إلى التراث كوعاء تتولّد فيه الهوية وينشأ التماسك الاجتماعي، من خلال تسليط الضوء على معالمه الرمزية ومواقع الذاكرة. 

تنطلق التظاهرة بداية من 18 أفريل، الذي يصادف اليوم العالمي للمعالم الأثرية، وتنتهي يوم 18 ماي الذي يصادف اليوم العالمي للمتاحف، وهي بذلك تعدّ أطول تظاهرة ثقافية وأوسع انتشارا لأنّها تقام في جميع ولايات الوطن.

وتشكّل فكرة ”التراث والأرض” محورا ذا أهمية قصوى، ذلك أنّ الشعور بالانتماء إلى مكان أو فضاء ما، المتعارف عليه باسم التراب الوطني، يعدّ بحق أحد محرّكات التطوّر التاريخي للمجتمعات وصياغة أشكال التعبير الثقافية لأيّة أمة، وتتبيّن ملامحه في جميع العناصر المكوّنة للتراث ماديا كان أو غير مادي، وتبدو آثار العصور الماضية كمعالم رمزية لهذا الشعور بالانتماء، ويتجلى غاية هذا التوجّه بصورة أوضح على ضوء انعكاسات العولمة التي تعمل على التقريب بين الثقافات وتحفّز على التبادلات إلاّ أنّها تساهم أيضا في تذويب المعالم المميّزة للأسس التاريخية والثقافية.وأعدّت مديريات الثقافة والمتاحف والمؤسّسات الثقافية برامج وأنشطة لأحياء المناسبة، التي من شأنها أن تجعل من شهر التراث موعدا حقيقيا وهاما لتثمين الهوية الثقافية الجزائرية، وسيتم عرض لحظات للاكتشاف وتبادل الأفكار والمعارف من خلال تسخير كلّ الوسائل المعرفية والفنية والابتكارات في مجال الاتصالات. 

وساهم ”شهر التراث”، على مدى أكثر من عقدين من الزمن، في إبراز ثروة وتنوّع المواريث التي تزخر بها الجزائر، وفي توعية المواطنين والمواطنات بأهمية وضرورة الحفاظ عليها وترقيتها، كما سمح للمحترفين المتخصّصين في التراث بالتعريف أكثر بمهامهم وانشغالاتهم.وتعدّ تظاهرة شهر التراث تقليدا مغاربيا انبثق عن قرار اتّخذه وزراء ثقافة دول المنطقة عام 1993، بناء على اقتراح تقدم به المحترفون المتخصّصون في مجال التراث.