يضم أغاني من الشعر الشعبي

الألبوم الجديد لفرقة "السد" للقنادسة

الألبوم الجديد لفرقة "السد" للقنادسة
  • 1449
نزل، منذ أيام قليلة إلى الأسواق، الألبوم الجديد لفرقة "السد" للقنادسة بعنوان "ألي عاد صغير يتعلم أو يقرا"، يضم أغاني قريبة من طابع الغيوان المغربي، ويتناول مواضيع مستوحاة من الشعر الشعبي ببصمة فنية خاصة. وأظهر هذا العمل الفني الجديد لفرقة "السد" التي تكونت أواخر الثمانينيات، نضجا موسيقيا كبيرا، وتطورا في التأليف وفي النصوص الموجهة إلى جمهور الشباب. وتتناول الفرقة - التي استلهمت طابعها من الفرقة المغربية "لمشاهب" - واقع شباب الساورة - المنطقة التي يتواجد فيها معجبون كثر بهذا النوع الموسيقي - مثل سوء المعيشة والعنف؛ رغبةً منها في إيصال حكمة الأولين إلى الشباب.
ويؤدي المؤلف ومغني الفرقة لحسن بسطام معظم عناوين الألبوم، من بينها "ألي عاد صغير يتعلم أو يقرا" و«هاذي بلادي" وأيضا "بلا عنف"، كما منحت آلة المندول الكهربائية ذات التأثيرات المختلفة، طابعا خاصا لتأليف لحسن بسطام ومصطفى متواني، واستعملت الفرقة طبوعا موسيقية قريبة من الشعبي والغيوان لإضفاء نفَس جديد على الألبوم، ميزه إدخال آلات إيقاعية كالتومبا والغومبري والبندير والقرقابو التي "تهيمن" تدريجيا على النص حتى حجبه.
وما يلفت النظر أداء المعلم حاكم عبد اللاوي، الفنان الشاب البارع في العزف على آلة القمبري، الذي التحق مؤخرا بالفرقة، ليضيف لمسته الخاصة في تأديته المقاطع الموسيقية. كما لم تفوّت الفرقة - التي تتمتع بشعبية كبيرة لدى جمهور الجنوب الغربي الجزائري - الفرصة في التطرق لمواضيع اجتماعية، كالعنف في الملاعب والتسرب المدرسي وآفات أخرى كالرشوة و«الحقرة".
ويضم الألبوم الجديد كذلك تأثيرات الساحة الموسيقية الجزائرية في سنوات التسعينيات وممثليها كـ "فرقة بوليفان" و«نجوم الصاف" وحميد بارودي وكذلك "ناس الحال". كما تمت كتابة نصوص العناوين الثمانية لهذا العمل الأخير بالاشتراك مع لحسن بسطام ومصطفى متواني وعبد الله لهبيل وإسماعيل موغلي، الذين تكفلوا كذلك بالتأليف والتوزيع. وتعمل الفرقة بوسائلها الخاصة على التعريف بعملها الأخير الذي أُنتج من طرف بابيدو، والمتواجد بقلة لدى محلات بيع الأقراص المضغوطة في المدن الكبرى خارج منطقة بشار. من جهة أخرى، يبقى على الفرقة وناشرها الاعتناء أكثر بشكل تقديم الألبوم، خاصة غلافه والجرافيك ونوعية الطباعة.
للإشارة، استطاعت الفرقة التي تكونت سنة 1989 بالقنادسة ببشار، أن تعرّف بنفسها في المناطق الأخرى من البلاد، بدءا من 2004 خلال جولة فنية صغيرة للترويج للألبوم. كما كشف مؤسس الفرقة لحسن بسطام لـ "وأج"، أن هذا العمل الأخير ينم عن "النضج الموسيقي" للفرقة، ويمثل كذلك "تحديا آخر للحفاظ على جمهور الفرقة التي تستقطب في كل حفل فني تنظمه بمنطقة الساورة، حوالي 5000 متفرج، وهي الشعبية التي أدت إلى ميلاد فرقة "السد الصغيرة"؛ فرقة شابة أبت إلا أن تسير على خطى سابقتها.