في ظلّ النزاعات المدمّرة
"الألسكو" في الجزائر لبحث سُبل حماية تراث العرب

- 129

تحتضن الجزائر جلسة علمية حول التراث الثقافي في الوطن العربي في ظل النزاعات المسلحة، اليوم وغدا، بقصر الثقافة "مفدي زكريا" بالعاصمة. ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة الجلسات الشرفية التي تنظمها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، بإشراف وزارة الثقافة والفنون.
يُرتقب أن تشهد مراسم حفل الافتتاح حضورا رسميا وأكاديميا مميزا، تتقدمهم مليكة بن دودة وزيرة الثقافة والفنون، وحميد بن سيف النوفلي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، على أن تكون أولى المحاضرات العلمية بعنوان "التراث الثقافي في مواجهة تحديات النزاعات المسلحة"، يلقيها الدكتور منير بوشناقي، حيث سيستعرض من خلالها الآثار المدمّرة للنزاعات على التراث العربي.
وتتواصل الفعالية بمحاضرات ضمن "جلسة الجزائر" بمواضيع متنوعة، بين دراسات أثرية ومقاربات ثقافية، إذ سيقدّم الدكتور فرج حسين من مصر، مداخلة حول "جرد آثار المقابر التاريخية في مدينة غزة"، بينما سيتناول الدكتور محمد سنوسي من الجزائر، موضوع "أوائل سكان شمال إفريقيا" من خلال أبحاث أثرية بمنطقتي عين لحنش وعين بوشريط بولاية سطيف. كما سيقدّم الدكتور لطفي الذوادي من تونس، قراءة جديدة حول المعابد الثلاثة بالساحة العمومية لمدينة سبيطلة.
وستنُظَّم جلسة حوارية تفاعلية بين الباحثين المشاركين لمناقشة واقع التراث الثقافي العربي، وسبل حمايته من الاندثار، لا سيما في مناطق النزاع. وتُختتم أشغال اليوم الأول بتكريم الدكتور منير بوشناقي، عرفانا بمساهماته المتميّزة في خدمة التراث الثقافي العربي.
ومنير بوشناقي عالم آثار جزائري بارز، وُلد في مدينة تلمسان سنة 1943. ويُعدّ من أبرز الأسماء العربية والدولية في مجال حماية التراث الثقافي. بدأ مسيرته في الجزائر كمختص في الآثار، قبل أن ينتقل للعمل في منظمة اليونسكو، حيث شغل عدّة مناصب عُليا، من بينها مدير مركز التراث العالمي، ومساعد المدير العام للثقافة. كما تولّى منصب المدير العام للمركز الدولي لصون وترميم التراث الثقافي في روما بين 2006 و2011، ثم أصبح مستشارا خاصا للمدير العام لليونسكو لشؤون التراث.
وعُرف بوشناقي بدفاعه المستمر عن التراث الثقافي في مناطق النزاع. وشارك في حماية مواقع أثرية مهدّدة في بلدان مثل العراق وسوريا واليمن. وألّف كتابا بعنوان "التراث المُدمّر" ، تناول فيه الأضرار التي لحقت بالإرث الإنساني نتيجة الحروب والإهمال.
وبالعودة إلى جلسة الجزائر فقد خُصّص اليوم الثاني للزيارات الثقافية والسياحية، حيث سيتوجه المشاركون، غدا الجمعة، إلى عدد من المعالم الأثرية في الجزائر، وهي موقع تيبازة الأثري، والمتحف الوطني للفنون الجميلة، وجامع الجزائر، والتي من شأنها أن تربط الجانب النظري بالجانب التطبيقي.