كلية الآداب واللغات بجامعة بومرداس
الاقتراب من تجربة واسيني الأعرج روائيّا وناقدا
- 354
نظم قسم اللغة العربية لكلية الآداب واللغات ببودواو، يومي 4 و5 نوفمبر الجاري، ملتقى دوليا بعنوان "واسيني الأعرج روائيا وناقدا". قُدمت خلاله عدة مداخلات، تناولت بالدراسة والتحليل، أعمال هذا الروائي الذي يمتد مساره الإبداعي إلى 45 سنة من العطاء في الرواية، والنقد، والصحافة، والتدريس؛ حيث أريدَ من خلال هذا الملتقى تكريم هذه القامة الأدبية، تكريمًا علمياً يليق بكاتب وناقد، كان له فضل التكوين، والإثراء العلمي، والنقدي، والثقافي.
بالمناسبة، أبدى الروائي واسيني الأعرج الامتنان لتكريمه من خلال دراسة أعماله الأدبية والنقدية، قائلا إن البذرة التي زرعها أدباء الجزائر قد أثمرت. ويقصد بذلك تفاؤله بمستقبل هذا الأدب؛ بفضل اهتمام الشباب الجزائريين بالإبداع، والرواية.
وأضاف الأعرج في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن الشباب المبدعين بحاجة، فقط، إلى فضاء يسمح لهم بالتعبير، ملفتا إلى وجود ما بين 200 و300 رواية تُنشر في السنة، وهو، في حد ذاته، مكسب "وإن لم تكن كل الأعمال جيدة، ولكن علينا أن نترك المجال للشباب للتجربة"، يقول الأعرج، متحدثا عن بعض أعمال شباب مبدعين، أشار إلى أنها تستحق الإشادة فعلا.
وفي معرض حديثه قال واسيني الأعرج إن المجتمعات، بطبيعتها، تتطور؛ لذلك فإن الأدب يتطور، لينقل صورة عن المجتمع في حركته هذه، متحدثا عن الجيل الأول من المبدعين؛ أمثال بن هدوقة، والطاهر وطار، وأبو القاسم سعد الله، وغيرهم ممن دافعوا عن الهوية الوطنية، التي كانت في صدام كبير مع هويات أخرى مفروضة في حقب زمنية معيّنة، إلا أن الأمر، اليوم، تغيّر؛ حيث أضحى هناك ما أسماها الهوية الإنسانية الأكثر اتساعا، والتي يراها الروائي "أرقى وأسمى".
وخلص الروائي إلى القول إن للأدب قيمة حساسة في المجتمع، تعطي الفردَ الإحساس بحب الوطن، مبديا أسفه لعدم تجلي ذلك في المدرسة الوطنية، التي قال إنها لم تعط، بعدُ، حق هؤلاء الأدباء إلا الشيءَ اليسير، مستثنيا من ذلك بعض المعاهد والكليات.
من جهتها، قالت رئيسة ملتقى " واسيني الأعرج، روائيا وناقدا " الدكتورة كيسة ملاحم، إن اختيار هذا الكاتب كعنوان رئيس للملتقى، جاء لعدة اعتبارات؛ أهمها " كونه قامة من القامات العلمية والأدبية التي أعطت الكثير للأدب الجزائري " . وأضافت في تصريح لـ " المساء " على هامش الملتقى، أن الدكتور الأعرج أديب جزائري له تجربته إبداعية تمتد إلـى 45 سنة من العطاء، سمح خلالها بالتعريف بالأدب الجزائري على الساحتين العربية والدولية من خلال ترجمة كتبه، ملفتة إلى كون إشكالية الملتقى تدور حول الاهتمام بالتجربة الإبداعية والنقدية لهذا الكاتب، وخصائص النص الواسيني إبداعيا ونقديا.
وكشفت المتحدثة أن بعد الإعلان عن الملتقى، تلقت اللجنة العلمية ما يقارب 190 ملخص من مختلف جامعات الوطن، غير أن عملية القراءة والتحكيم ضبطت العدد على 70 مداخلة علمية، مست 4 محاور للملتقى، يشتغل المحور الأول على البعد النقدي عند واسيني الأعرج من خلال دراسات نقدية في كتبه النقدية. ويتناول الثاني السيرة الروائية عند الكاتب من خلال دراسة بعض كتبه، فيما اهتم المحور الثالث بدراسة المقالات والمداخلات النقدية عند واسيني الأعرج. وتطرق المحور الأخير للاشتغال السردي عند الكاتب.
للإشارة، عرف الملتقى تنظيم 6 ورشات، تناولت كل ورشة دراسة في النصوص الروائية والإبداعية لواسيني الأعرج، وكذا عدد من مقالاته المنشورة في مختلف الجرائد أو الكتب؛ تحسبا للخروج بتوصيات ترقى إلى تكريم علمي يليق بهذا الأستاذ ككاتب وناقد، كان له الفضل في التكوين والإثراء العلمي والثقافي للجامعة الجزائرية.