عن دار النشر "كالما كومينيكاسيون"

التاريخ والثقافة ورموزهما في "الموسوعة الجزائرية"

التاريخ والثقافة ورموزهما في "الموسوعة الجزائرية"
  • 1290

 

صدر عن دار النشر "كالما كومينيكاسيون"، "الموسوعة الجزائرية" في ثلاث مجلدات مخصصة لتاريخ الجزائر وثقافتها العريقة، عبر تراثها وعاداتها ونخبها وشخصياتها البارزة، هذا المؤلف المتكون من 630 صفحة، والمقدم في شكل علبة، صدر كذلك في فرنسا عن نفس دار النشر، وهو يتطرق لآلاف السنين من التاريخ الثقافي والديني والسياسي للجزائر.

خصص الجزء الأول من الموسوعة، للمحطات الكبرى التي ميزت التاريخ منذ العصور القديمة إلى وقتنا المعاصر، عبر كرونولوجيا تبرز الفترات الهامة منذ عهد الجزائر النوميدية وملوكها البربر، إلى مجيئ الإسلام في القرن السابع، ووفقا لتسلسل زمني، يسترجع هذا المجلد الذاكرة الجماعية من خلال أحداث بارزة منذ الاحتلال الإسباني للسواحل الجزائرية، إلى انزال القوات الفرنسية بسيدي فرج سنة 1830.

كما أن الموسوعة التي تناولت القرون الثلاثة (1518-1830) للوجود العثماني بالجزائر، دون إطالة، تعرضت في المقابل بالتفصيل، لفترة الاحتلال الفرنسي (1830-1962)، ويتوقف المؤلف عند مختلف المحطات التي ميزت تاريخ الجزائر تحت وطأة الاستعمار الفرنسي، انطلاقا من مقاومة الأمير عبد القادر، ابتداء من 1832، إلى الثورات الشعبية، لا سيما ثورة بوعمامة والمقراني والشيخ الحداد في نهاية القرن التاسع عشر، إلى غاية اندلاع ثورة التحرير سنة 1954 التي كللت بالاستقلال.

كما لم يغفل المؤلفون عن إحصاء المراحل المأساوية في تاريخ الاستعمار الفرنسي، على غرار المحارق التي طالت السكان، والقمع الدموي والمجازر الجماعية والتعذيب الممارس على الجزائريين.

شمل هذا المجلد أيضا، ملفا حول الصناعات التقليدية والتراث الوطني من 204 صفحة، يبرز المعالم الثقافية والتاريخية والدينية "الشهيرة" الموروثة من مختلف الحقب التاريخية، إضافة إلى فصل مخصص للشخصيات الرياضية الجزائرية الأبرز في العالم. 

أما المجلد الثاني، فهو مخصص للثقافة الجزائرية بثرائها وتنوعها، حيث تضمن مجموعة من صور مؤلفين ووجوه مسرحية وسينمائية، بالإضافة إلى مفكرين فارقوا الحياة وآخرين لا زالوا على قيد الحياة.

كما سلطت الموسوعة الضوء على الموسيقى والشعر عبر أبرز الوجوه الموسيقية والملحنين والمؤلفين والشعراء، الذين تركوا بصمتهم في الساحة الثقافية والموسيقية داخل الجزائر وخارجها.

خصصت الموسوعة في قسمها الأخير من الجزء الثالث، عرضا مفصلا مدعما بصور حول الابتهاج الشعبي، خلال الأيام التي عقبت إعلان استقلال الجزائر سنة 1962، وهي أقوى لحظات التاريخ المعاصر للجزائر.

أما في الشق السياسي، فتناول الجزء الأخير من الموسوعة بالتفصيل، أهم محطات تاريخ الجزائر المعاصر، منها أزمة صيف 1962، والصراع الذي قام داخل قيادة جبهة التحرير الوطني غداة الاستقلال، وفترة حكم بومدين، وبعده الشاذلي وأكتوبر 1988، بالإضافة إلى عودة محمد بوضياف والإرهاب خلال التسعينات، إلى غاية انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا واستقالته تحت الضغط الشعبي.

كما يقدم هذا الجزء كذلك، لمحة موجزة عن أشهر الوجوه التاريخية والشخصيات الوطنية، مثل محمد بوضياف وعبان رمضان ومصطفى بن بولعيد وحسيبة بن بوعلي، علاوة على المناضلين الجزائريين من أصول أوروبية، مثل هنري مايو وفرناند إيفتون.

تعد الموسوعة الجزائرية ثمرة عمل جماعي، أنجزه حوالي عشرة باحثين، تحت إشراف الباحث رشيد بنيوب والصحفي عبد الحكيم بلباتي.