ندوة وطنية عن القصة القصيرة بقسنطينة
التجربة الجزائرية من التأسيس إلى التأصيل الفنيّ
- 466
يحتضن مقر وحدة البحث حول الثقافة والاتصال والآداب واللغات والفنون بجامعة قسنطينة، اليوم وغدا 2 و3 أكتوبر الجاري، أشغال الندوة الوطنية "القصة الجزائرية القصيرة وأعلامها من النشأة إلى التأصيل الفني" ، التي يتم فيها عرض جوانب من التجربة الفنية القصصية للكتّاب الجزائريين بدءا من مرحلة التأسيس، مع تقديم خصائصها الفنية والجمالية.
يشرف على هذه الفعالية البروفيسور باديس فوغالي من جامعة أم البواقي، ورئيس مشروع بحث "معجم القصة الجزائرية القصيرة من بداية القرن العشرين إلى 2020" . وجاء في إشكالية الندوة أنّ الحديث عن البدايات الأولى للقصة الجزائرية القصيرة، يستوجب عرض أهم الآراء التي قاربت البدايات الحقيقية للقصة الجزائرية القصيرة انطلاقا من السبق الإرهاصي لهذا الشكل السردي، الذي سجّل حضورا ألمعيا منذ بواكيره الأولى ولايزال. والواقع أنّ الحركة النقدية وكذا الدراسات التي عنيت ببدايات هذا الشكل السردي، تُلمس من مختلف الآراء، التي ساهم أصحابها في التنعيت بهذه الإرهاصات.
وشهدت الحركة الأدبية والثقافية والفكرية في الجزائر بعد الاستقلال، حسب ما ستطرحه الإشكالية، حركة متميزة، ساهم في تفعيلها تضافرُ جهود الكتّاب، الذين اهتموا بالقصة القصيرة؛ من أجل ترسيخ مبدأ المثاقفة، وضرورة الانفتاح على الآخر، ومحاورة التراث الأدبي والفني العربي والإسلامي. ولعلّ هذا الذي حفّز الكثير من الأدباء الشباب وقتها، على خوض غمار الكتابة الأدبية عامة، والكتابة القصصية خاصة، وهذا لا ينفي أنّ هناك عوامل خارجية أخرى، ساهمت في ظهور وتطوّر فن القصة في الجزائر؛ مثل الكتابة الصحفية، التي تضمّنت هذه المحاولات القصصية في شكل مقالات رغم افتقارها للنضج الفني، وهو الأمر الذي ستُعرض بعض جوانبه من خلال هذه الندوة العلمية، مع نقّاد ودارسي القصة القصيرة في الجزائر.
وتهدف هذه الندوة إلى استحضار أهم روّاد القصة القصيرة في الجزائر؛ بوصفهم نماذج حية، وعرض التجربة الفنية القصصية للقصاص الجزائريين ابتداء من مرحلة التأسيس حتى 2020، مع عرض خصائصها الفنية والجمالية.
وترمي الندوة، أيضا، إلى الوقوف على النتاج القصصي الذي كُتب في مرحلة ما بعد السبعينيات؛ لكونها المرحلة الأكثر إنتاجا للقصة القصيرة في الجزائر، والاهتمام بالمجموعات القصصية غير المنشورة إذا توفّرت لدى القاص تجربة كافية بفن كتابة القصة. ونال المخطوط جائزة وطنية أو دولية، لها لجنة قراءة. كما سُلّط الضوء على تحوّلات الكتابة القصصية على كلّ المستويات؛ اللغوية، والفنية، والجمالية، والاقتصادية، والسياسية وغير ذلك.
وتسعى هذه الندوة إلى المساهمة في إثراء النقاش حول أعلام القصة الجزائرية القصيرة، من النشأة إلى التأصيل الفني، باقتراح عدّة محاور، منها "تاريخية القصة القصيرة في الجزائر: مراجع ومختارات"، و"التجربة القصصية في الجزائر: سرد لبعض النماذج الحية" ، و"القصة ورهانات التحوّل الرقمي" ، و"النصوص القصصية والقيم الثقافية والتربوية واللغوية" ، وكذا "الكتابة القصصية الشبابية، التحوّل والرهان".
ويتضمّن البرنامج العلمي في يومه الأوّل، كلمةَ مدير وحدة البحث حول الثقافة والاتصال والآداب واللغات والفنون، الدكتور حمو عبد الكريم، وتدخُّلَ رئيس مشروع بحث "معجم القصة الجزائرية القصيرة من بداية القرن العشرين إلى 2020" ، البروفيسور باديس فوغالي من جامعة أم البواقي.
وتشتمل الجلسة الأولى على محاضرة للدكتور باديس فوغالي عن "البدايات الحقيقية للقصة الجزائرية القصيرة، ومسيرتها التاريخية حتى منتصف خمسينيات القرن الماضي". ثم محاضرة الدكتورة نعيمة سعدية من جامعة بسكرة، حول " تحوّلات القصة القصيرة في الجزائر من 1990 إلى 2020. وبحث في جمالياتها، ودور الرقمنة في تطوّرها وانتشارها". كما يقدّم الدكتور عبد الحميد ختالة من جامعة خنشلة، "صراع الإيديولوجي والفني في القصة الجزائرية القصيرة بعد الاستقلال".
ويشارك في الجلسة الثانية للندوة، الدكتور عز الدين جلاوجي من جامعة "محمد البشير الإبراهيمي" ببرج بوعريريج، بـ"القصة القصيرة معلما أول" . ثم الدكتور علاوة كوسة من المركز الجامعي بريكة، بمحاضرة عن "القصة القصيرة الجزائرية: النشأة والتطوّر"، وكذا الدكتور أحسن دواس من جامعة "20 أوت 1955" بسكيكدة، بـ"معالم القصة القصيرة في الجزائر"، من خلال كتابي حدث الهدهد قال -أنطولوجيا القصة القصيرة في الجزائر. وتستعرض الدكتورة هداية مرزق من جامعة سطيف2، "تجليات العجائبي وجمالياته في القصة الجزائرية".