معالم وهران التاريخية

التحفظات تعطل التصنيف

التحفظات تعطل التصنيف
  • 680

تبقى عدة معالم تاريخية تزخر بها وهران، ويعود بعضها إلى الحقبة العثمانية مقترحة للتصنيف، غير أنها لا زالت تنتظر لسنوات بسبب  تحفظات، حسبما استفيد من المديرية الولائية للثقافة، وفي هذا الصدد أبدت اللجنة الوطنية المكلفة بالتصنيف التابعة لوزارة الثقافة موافقتها لتنصيف آثار "حمامات الترك" في 2015، لكن بعد رفع التحفظ المتمثّل في الطبيعة القانونية لهذا المعلم التي يجب أن تكون محددة، سواء بملك خاص أو عام تابع للدولة، حتى تكون له حماية قانونية، مما جعل عملية تصنيفه نهائيا تتأخر وفقا لما صرح به رئيس مكتب التراث.

يذكر أنّ المعلم المتواجد بنفس الحي العتيق وتنشط به جمعية "صحة سيدي الهواري"، بموجب وثيقة صادرة عن الولاية، يعود إلى الفترة العثمانية، حيث بني من طرف الباي بوشلاغم في 1708.

ينتظر حصن "سنتا كروز" الواقع بأعالي جبل "مرجاجو" والذي يعود تاريخ تشييده إلى عهد الاحتلال الإسباني، برمجة تصنيفه منذ سنتين، بعد أن رفعت مديرية الثقافة التحفظ الخاص بتحديد الطبيعة القانونية لمنطقة الموقع، كما تعطّل تصنيف المسرح الجهوي "عبد القادر علولة" الواقع بوسط مدينة وهران، بسبب عدم اكتمال الوثائق الخاصة بملفه، الذي يتطلب معلومات حول تاريخه وخصوصيات البناء، استنادا للمتحدث، لافتا إلى أن "الملف مجمد على مستوى الوزارة، ولم نجد مختصين للإجابة عن هذه الطلبات".

نفس المشكل يعرفه مقر غرفة التجارة والصناعة لناحية وهران، الواقع بشارع "الصومام" الذي ينتظر صدور قرار تصنيفه في الجريدة الرسمية، بعد رفع بعض التحفظات تخص معلومات حول تاريخ اللوحات الفنية وبعض التجهيزات ذات قيمة  تاريخية، وكذا الطبيعة القانونية لهذا المعلم، وفقا لنفس المسؤول. مشيرا إلى أن "هذا المعلم صنف في 2017 بعد اقتراح من قبل مسيريه". وأفاد نفس المصدر أن "تصنيف المعالم ليس بالأمر السهل، وقد تطول عملية تشكيل ملف يتطلب دراسة ووثائق،  مما يجعلها تستغرق مدتها سنوات، فضلا عن غياب مختصين مؤهلين في علم الآثار بمديرية الثقافة لرفع التحفظات التي تقدمها اللجنة الوطنية المكلفة بالتنصيف على مستوى وزارة الثقافة".

يشار إلى أنه من مجموع المعالم المقترحة للتصنيف، حظي سوى "أروقة وهران" والحي العتيق "سيدي الهواري" بهذا الإجراء.

في هذا الإطار، استفاد مبنى "أروقة وهران" الذي تم تحويله إلى متحف فن الحديث والمعاصر "مامو"، بالتصنيف من طرف وزارة الثقافة ضمن التراث الوطني في 2013، بقرار نهائي صدر في الجريدة الرسمية خلال السنة الموالية.

تم فتح المتحف المذكور خلال السنة الماضية، بعد إعادة الاعتبار لهذا  المرفق الذي شيد إبان فترة الاستعمار الفرنسي، مما جعله يكتسي حلة جديدة وفضاء لعرض الأعمال الفنية.

أما الحي العتيق "سيدي الهواري" الذي يعتبر النواة الأولى لمدينة وهران، فقد تم تصنيفه في 2015 كقطاع محفوظ، وصدر قراره في نفس السنة، وفق السيد برقة، مضيفا أن "اقتراحه جاء بطلب من سكان هذا الحي الذي يزخر بمجموعة من آثار ذات أهمية وقيمة تاريخية تجلب السياح".

الجدير بالذكر أن ولاية وهران تضم 33 معلما مصنفا، منها 24 أثرا يقع بحي "سيدي الهواري"، وتعود في مجملها إلى فترات ما قبل التاريخ والروماني والمريني والإسباني والعثماني وإبان الاستعمار الفرنسي.

ق.ث