الفنانة باهية راشدي لـ"المساء":

الثورة لم تستوف حقها في السنيما الجزائرية

الثورة لم تستوف حقها في السنيما الجزائرية
الفنانة باهية راشدي
  • 709
 زبير زهاني زبير زهاني

* في رمضان سأكون رئيسة عصابة

تعتبر الفنانة القديرة باهية راشدي، أن الثورة الجزائرية لم تستوف حقها من ناحية الأعمال السينمائية، مضيفة في الدردشة التي أجرتها مع "المساء"، على هامش مشاركتها، مؤخرا، في فعاليات الطبعة الثالثة للفيلم القصير والثوري، الذي احتضنته ولاية قسنطينة، أنها متفائلة كثيرا بطاقات الشباب في المجال السينمائي، وتحدثت عن تواصل الأجيال، كما تحدثت عن جديدها خلال شهر رمضان المقبل، مطالبة الجمهور بانتظارها في دور مخالف تماما عن الأدوار التي سبق وأن تقمصتها، سواء في التلفزيون أو السينما.

* سعت وزارة الثقافة، خلال السنوات الأخيرة، إلى ربط التظاهرات الفنية والثقافية بمواعيد تاريخية بارزة، ما رأيكم في هذا التوجه؟

** شيء جميل، محاولة ربط الشباب بتاريخه، وأظن أن توافق هذه التظاهرة مع موعد تاريخي هام، وهو إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960، يعد من الأمور الجيدة، خاصة مع مشاركة أفلام ثورية، وهو أمر مبشر بالخير، نعلم أن التوثيق جد مهم في تاريخ الشعوب، خاصة إذا كان بالصوت والصورة، في وجود اهتمام لشباب يحمل هذه الرسالة النبيلة.

* بالحديث عن الشباب، كيف تنظرون إلى التواصل بين جيلكم والجيل الجديد؟

** أظن أن التواصل أمر ضروري، نحن كجيل قديم، على استعداد لتقديم كل خبرتنا لهذا الجيل الطموح، ومستعدون لتسليم المشعل بكل فخر واعتزاز، وأظن أن جيلنا قدم ما عليه، والآن الكرة في مرمى الشباب. نحن كفنانين من الجيل القديم، وأتحدث أكثر عن نفسي، مستعدون لتقديم الخبرة لشريحة تملك الطاقة والحيوية والأفكار، سيكون من الجميل العمل سويا لتحقيق التكامل، ونصيحتي لهم، ضرورة التمسك بأفكارهم والاجتهاد والعمل دون كلل أو ملل، سيجدون صعوبات في طريقهم، لكن عليهم التحلي بالصبر فهو الجائزة الكبرى، وأظن أن الذي يحمل هذه الصفة في وسطنا الفني، خاصة في ظل وجود بعض الأشخاص الذين لا يهتمون إلا بتتبع العورات، والأمور التي ليس لها أي علاقة بالفن، سيصادفه النجاح لا محالة.

* كيف تفسيرين غياب أفلام سينمائية جزائرية ذات مستوى عال، خلال السنوات الأخيرة؟

** أظن أن الظروف ساهمت بشكل كبير في هذا الأمر، في ظل ظهور أزمات مالية عرفتها البلاد، بالإضافة إلى فترة جائحة "كوفيد-19"، أو ما يعرف بانتشار فيروس "كورونا"، الذي أثر على كافة أنحاء العالم وليس الجزائر فقط، وأصاب العديد من القطاعات بالركود، ومن بينها قطاع الإنتاج السينمائي، لكن، مؤخرا، والحمد لله، بدأت الأمور تتحرك، وأنا حضرت شخصيا انطلاق تصوير فيلم "سي الحواس"، وهناك 5 أفلام ستنطلق وتحكي عن شهداء ومجاهدين، والجميل في الأمر، أن هذه الأفلام ستكون من إخراج وبنظرة شبابية، وهنا يمكن أن أذكر المخرجة الشابة ياسمين شويخ التي تملك حقيقة، شأنها شأن عدد كبير من المخرجين الشباب، طاقة هائلة، يمكن استغلالها في إبداع أعمال فنية تكون في المستوى.

* وهل إنتاج 5 أفلام كاف؟

** أظن أن العمل بمعدل 5 أفلام سينمائية في السنة، أمر رائع ومشجع، في ظل وجود  دوما انتقادات وآراء تريد عرقلة عجلة السينما، وهو رسالة لبعض المتشائمين الذين ينتقدون دائما كل ما هو جميل، ويقولون كفانا من إنتاج أفلام الثورة والشهداء والمجاهدين، وأقول لهم، إن كل ما تم إنتاجه في الجزائر عن الثورة وأبطالها، لا يقارن بما أنتجته بلدان أخرى لا تملك ثورة مثل ثورة الجزائر. المتابع للساحة الفنية السينمائية العالمية، يرى غزارة الأفلام الحربية التي أنتجتها أمريكا، روسيا وحتى الشقيقة مصر، والذين مجدوا فيها أبطالهم، فتجد مثلا، أكثر من 300 فيلم بأمريكا يحاكي بطولات، منها ما هو حقيقي ومنها ما هو خيالي، ونجد في الجزائر، ثورة عمرها أكثر من 130 سنة، وشهداء بالملايين، ولم يتعد عدد الأفلام التي تناولت ثورتنا التحريرية أصابع اليدين.

* إذن أنت من المطالبين بإنتاج مزيد من الأفلام الثورية؟

** صحيح، أنا مع المطالبين الجهات الوصية، بوضع مخطط عمل من أجل إنتاج المزيد من الأفلام الثورية والأفلام التي تمجد رموز الوطن، أظن أننا ننعم بهذا العيش بفضل تضحيات الشهداء الأبرار والمجاهدين، هذه التضحيات هي التي جعلتنا ننعم بالاستقلال ونعيش هذه الرفاهية، وأظن أن الأفلام الثورية ستكون أحسن وقاية لشبابنا من الغزو الثقافي، يجب أن نقدم له أعمالا تعرفه بقيمة هذا الوطن، وثمن هذا الاستقلال، وأظن أن الشباب يجب أن يكون تاجا فوق رؤوسنا، كما أتمنى من الصحافة أن تلعب دورها في التعريف بمجهودات العاملين على الرقي بالوطن في مختلف المجالات، لأن الصحافة هي العمود الفقري لأي مجال، خاصة أن التطفل والفضول أمر طبيعي في البشر، وللإجابة على شغف الناس بأخبار الآخر، يأتي دور الصحافة الذي يحمل الأخبار للناس بطريقة سليمة.

* هل لنا أن نعرف جديد الفنانة بهية راشدي؟

** أحضر لمسلسل من 30 حلقة، سيكون جاهزا خلال رمضان المقبل، من إنتاج قناة "سميرة تي في"، وأشكر السيدة سميرة على هذا الاهتمام، كما أشكر المخرج مزاحم يحي الذي اختارني لبطولة هذا المسلسل. يمكن أن أقدم لكم نصف المعلومة، وأترك المفاجأة للمشاهد، سيكون دور مخالف تماما عن الأدوار التي سبق وأن قدمتها في الشاشة أو السينما، دوري هذا المرة ليست الأم الفاضلة وسيدة البيت، سأقوم بدور رئيسة عصابة، وسيكون مفاجأة لكافة الجمهور الذي يعرف بهية راشدي، سيشاركني في هذا العمل العديد من الوجوه الفنية المعروفة، على غرار فطيمة حليلو وحميد عاشوري، ربما يكون في الانتقال من الأدوار الجادة والدراما إلى الأدوار الفكاهية وبشخصية مغايرة، بعض العلاج النفسي، فحقيقة تعبت من نفس الأدوار التي كانت تسند لي، سأجسد هذه المرة دور "حرامية"، ولكن بقلب حنون.