خلال أيام دراسية نظمت بورقلة

الدعوة إلى استحداث مؤسسة "سدراتة" لليقظة التاريخية

الدعوة إلى استحداث مؤسسة "سدراتة" لليقظة التاريخية
  • 2111

دعا مشاركون في أشغال الأيام الدراسية السادسة حول منطقة سدراتة الأثرية التي نظمت بورقلة، إلى ضرورة الإسراع في سبيل استحداث مؤسسة "سدراتة" لليقظة التاريخية، التي تعنى بالبحث والمحافظة على هذا المعلم الأثري الهام.

أوصى المجتمعون في أشغال هذا اللقاء الذي يتزامن مع شهر التراث،  ويندرج في إطار برنامج المهرجان الوطني الثاني لمدينة سدراتة الأثرية،  الذي احتضنت فعالياته ولاية ورقلة، إلى إشراك المجتمع المدني في المحافظة على آثار مدينة سدراتة التاريخية، من خلال تنظيم نشاطات تحسيسية والتعريف بالأهمية التراثية والعمق التاريخي لهذه المدينة المدفونة تحت الرمال.

تم التأكيد على ضرورة تسييج منطقة سدراتة وتحديد معالمها بدقة من أجل المحافظة عليها، إلى جانب التفكير في فتح معهد للتاريخ والآثار على مستوى جامعة "قاصدي مرباح"، من أجل التعمق في دراسة وإبراز تاريخ المنطقة وحماية آثارها وإعداد بحوث علمية وأكاديمية جادة في هذا المجال.

اعتبر المشاركون في هذا الحدث العلمي الذي عرف مشاركة أساتذة مختصين من عدة جامعات الوطن، بالإضافة إلى تونس، أن حماية التراث المادي لمنطقتي وادي مية ووادي ريغ أصبح يتطلب إنشاء هيئة تعمل على تحقيق ذلك.

كما تطرقوا إلى ضرورة تصنيف هذا الموقع الأثري المصنف كتراث وطني محمي من طرف المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة، وترقية هذا المهرجان الوطني خلال الطبعات المقبلة إلى تظاهرة دولية، وتوسيع المشاركة فيه.

قدمت خلال هذه الأيام الدراسية العديد من المداخلات، على غرار: "دور علماء وقصور ميزاب في نشر المعرفة التاريخية"، "القصور الصحراوية الجزائرية في الرسائل العلمية الأكاديمية"، "الروابط الاجتماعية والثقافية بين وادي مية (وارجلان) وقصور وادي ميزاب".

كما عرفت أشغال هذه التظاهرة التراثية، إلقاء محاضرات حول "تاريخ المزابيين القديم وعمرانهم في وادي ميزاب، قبل بناء القصور السبع" و«النظام القصوري الواحاتي ودوره في تطور منطقة توات بين القرن التاسع والقرن 19 م«.

اختتمت هذه الفعاليات الثقافية بتنظيم قافلة سياحية إلى موقع مدينة سدراته الأثرية، وزيارة العديد من معالم المنطقة، من بينها قصر ورقلة ومنطقة الشيخ أبي عمار عبد الكافي والزاوية القادرية، مثلما ذكر محافظ المهرجان لخضر بابا حمو.

تعد مدينة سدراتة أقدم مدينة أثرية، يعود تاريخ تأسيسها إلى حدود القرن  العاشر ميلادي (10م) على يد الرستميين، بعد سقوط الدولة الرستمية بتيهرت، ولاية تيارت حاليا، سنة 909 ميلادي، استنادا إلى مصادر تاريخية.

تقع هذه المدينة الأثرية على بعد حوالي 7 كلم جنوب مدينة ورقلة، وبفعل العوامل الطبيعية الصعبة، تمت تغطية معظم أجزائها بالكثبان الرملية، باستثناء بعض الجدران والدعامات التي مازالت شاهدة على ماضيها الحضاري العريق.

ق.ث