باتنة تناقش "رقمنة التراث الثقافي والطبيعي"

الدعوة لتنفيذ استراتيجية وطنية ووضع برامج محفّزة

الدعوة لتنفيذ استراتيجية وطنية ووضع برامج محفّزة
  • 142
لطيفة داريب لطيفة داريب

طالب المشاركون في الملتقى الدولي الموسوم بـ"رقمنة التراث الثقافي والطبيعي وإعادة تشكيل البيئة القديمة" الذي نظّمته مؤخرا جامعة "الحاج لخضر" باتنة 1 بتأهيل الإطارات الوطنية من خلال فتح المعاهد المتخصّصة في مجال الرقمنة ووضع البرامج المحفّزة للخرّيجين للعمل في مجال الإعلام الآلي، وكذا إعداد وتنفيذ استراتيجية وطنية للرقمنة على جميع المستويات، خاصة بالمؤسّسات الجامعية والثقافية.

جاء أيضا في توصيات الملتقى الذي دام يومين، ضرورة تنظيم هذه الأيام الدراسية التي عالجت آليات الرقمنة ومناهجها وتكييفها في دراسة التراث الثقافي والبيئي، مرة كل سنة. بالإضافة إلى دعم توفير المعلومات الاحصائية الدقيقة حول الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، مع ضرورة إنشاء وحدة للإعلام والرقمنة، متخصصة لوضع البرامج الاعلامية لأجهزة الاعلام المحلية والإقليمية والعالمية.

ورد أيضا في التوصيات، أهمية تكثيف برامج الرقمنة والتوعية على كافة المستويات وإعداد المنشورات الخاصة بذلك، وتحفيز المواطنين على المشاركة في برامج الإعلام الآلي والرقمنة وتعليمهم مهارات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وكذا التأكيد على أن الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة مكاسب رئيسية أساسية لعملية التنمية المستدامة للبلاد، ووضع استراتيجية فعّالة لاستخدام واستغلال التكنولوجيات الحديثة في مجال الإعلام الآلي والرقمنة، علاوة على إعداد وتنفيذ المشاريع الرائدة داخل المؤسّسات التعليمية والثقافية، وأن يعهد ذلك إلى جهاز شؤون الوزارات المعنية لتولي هذه المسؤولية الوطنية.

ضمت التوصيات أيضا أهمية استعمال تقنيات المعلوماتية الحديثة (الإعلام الآلي، التصوير الرقمي...... وغيرها) في تأمين وفي الحفاظ على الموروث الثقافي للبلاد، والعمل على تكوين العاملين بالمتاحف والجامعات وجميع المؤسسات الثقافية في ورشات تعليمية، بالإضافة الى تجسيد الشراكة الخارجية (مع مؤسسات مختصة في مجال الرقمنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة)، وإشراك وسائل الإعلام المكتوبة منها، المرئية والمسموعة في تحسيس المجتمع بأهمية الرقمنة واستعمال التكنولوجيات الحديثة لتسيير المؤسسات التعليمية والثقافية.

كما شملت التوصيات ضرورة تثمين البحث العلمي أساس التنمية، من خلال الدراسة، البحث والمثابرة في مجال الرقمنة، والاهتمام بالبحث العلمي والتكنولوجيات الحديثة كمفهوم محوري لدعم اقتصاد الدولة، والتركيز على ديمومة هذا الجانب، الى جانب حصر وإحصاء وتوثيق التراث الثقافي والأثري، في إطار قاعدة بيانات معلوماتية وترويجها محلياً وخارجياً، بالإضافة إالى العمل على إشراك فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في التعرّف على تراثنا الثقافي من خلال تصميم بيئات تفاعلية وتقنيات مساعِدة تُتيحُ لهم استكشاف المحتوى المتحفي بسهولة وباستقلالية.

ودعا المشاركون في الملتقى، المثقفين ورجال الإعلام والهواة إلى انشاء جمعيات تساعد وتساهم في التحسيس والتعريف بالرقمنة وجعلها مصدرا مستقبليا لتسيير شؤون البلاد، وكذا السهر على تجسيد الجرد الاثري للتحف التي تحوزها المؤسسات المتحفية والثقافية باستعمال مختلف البرامج المتاحة على أجهزة الاعلام الآلي.

للإشارة، نُظم ملتقى " رقمنة التراث الثقافي والطبيعي وإعادة تشكيل البيئة القديمة"، بالتنسيق مع مديرية الثقافة الفنون، الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، حاضنة الأعمال الجامعية باتنة1، مخبر العمارة المتوسطية، مديرية السياحة والصناعات التقليدية باتنة، ومؤسسة رايس الجزائر والمتحف العمومي الوطني سطيف.