يسرد تاريخ وعائلات عاصمة الهضاب
الدكتور بسو يؤرّخ لـ"عروش سطيف"

- 2862

صدر للدكتور عبد الله بسو، مؤخّرا، كتابا جديدا بعنوان “عروش سطيف” يتناول فيه الجوانب التاريخية والاجتماعية والثقافية المحلية لعاصمة الهضاب العليا منذ الحقبة العثمانية إلى غاية منتصف القرن التاسع عشر. الكتاب عصارة بحث دام قرابة 17 سنة أراد من ورائه المؤلّف، إشباع رغبة شخصية معرفية تخصّ التاريخ المحلي لمنطقة سطيف، يعرض عبر 325 صفحة لتاريخ الاجتماعي والثقافي لأجيال سابقة عاشت بسطيف العالي، مع التركيز على نماذج وصور من عمق هذا المجتمع من بداية القرن السابع عشر إلى غاية مطلع القرن التاسع عشر.
وحصل المؤلف على هذه الكنوز من الأرشيف الخاص للعائلات، الأمر الذي يعتبره مادة علمية دسمة لكلّ باحث يريد دراسة المخطوطات المحلية بالتمحيص والتفسير. ويتكوّن الكتاب من جزأين، الأوّل يخصّ الملامح والخصوصيات المحلية، والجزء آخر يتعلّق بالأنثروبولوجيا وعلم الأسماء، وهو مزيج بين التراث غير المادي والأدب الشعبي، وجرد لألقاب عروش سطيف وتصنيف لها، بالإضافة إلى مخطوطات تنشر لأوّل مرة، كما يعدّ الكتاب وسيطا بين العائلات التي حافظت على أرشيفها الخاص وبين القارئ الراغب في اكتشاف تاريخ هذه المنطقة من الجزائر، مع تقديم نبذة عن جميع الرحّالة الذين زاروا مدينة سطيف ووصفهم لها.
كما تطرّق المؤلف إلى أقدم مسجد بمدينة سطيف، وهو المسجد العتيق الذي يعود إلى الحقبة العثمانية مع جميع الأئمة والمؤذنين الذين تعاقبوا عليه، بالإضافة إلى مسجد "أبي ذر الغفاري" بحي "لانقار" وسط مدينة سطيف، وقصة إنشائه وهو المسجد الذي انطلقت منه مسيرة "الثامن ماي 45" وكانت نتيجتها مجزرة في حقّ الشعب الجزائري ارتكبها الاستعمار الفرنسي، كما خصّص حيزا معتبرا لمقابر سطيف وأصل تسميتها مع ذكر نماذج من الجرائد التي كانت تصدر آنذاك، وتصنيف جميع الألقاب العائلية إلى عروش، وذلك لربط الشباب بعروشهم من باب التاريخ وإشباع الفضول المعرفي. وأكّد الدكتور عبد الله بسو، في حديثه لـ"المساء" أنّ هذا الإصدار جاء لملء ساحة شبه فارغة في هذا المجال، آملا في أن يقوم المختصون في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع والتاريخ بالاطلاع على الكتاب، خاصة ما تعلّق بالمخطوطات قصد الإثراء من حيث البحث والدراسة.