أكد أنّ المرجعية ليست نصوصا وأحكاما فقط

الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي

الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي
الدكتور بوزيد بومدين
  • 124
مريم. ن مريم. ن

كتب الدكتور بوزيد بومدين، مؤخّرا، على صفحته الإلكترونية، عن موضوع القراءات، والأذان، والخط، وغيرها، التي حُفظت في التراث الديني، والثقافي، والاجتماعي الجزائري، لكنها بقيت غير مستغَلة ولا متداوَلة، داعيا إلى طرح مسائل المرجعية بأسلوب علمي، ومنهجية تأخذ بالأبعاد التاريخية والاجتماعية.

توقّف الدكتور بوزيد بومدين عند الحاجة إلى فتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي، حول المرجعية، مستحضرا حديثه مع الدكتور محمد تحريشي، الذي اهتم ونشر بحوثا عن الخط القندوسي البشاري المتميّز حين سأله: "هل هناك، اليوم، من يتلو القرآن الكريم بالفيلالية؟"، فقال له: "قليل، وتكاد تندثر". وأخبره أنّ هناك القراءة القندوسية، وقليل من يعرفها".

وعلّق الدكتور بوزيد بومدين بالقول: "وقس هذا على طبوع الأذان الجزائرية المتنوعة (التلمسانية، الوهرانية، المزابية، التيندي وغيرها). ولقد أحسن صنعا عميد جامع الجزائر محمد المأمون القاسمي الحسني، فكان حريصا على توظيف من يؤدي الأذان العاصمي في الجامع، فكان أداء الشيخ عز الدين بن علاوة ممتعا، مذكرا بتاريخ العاصمة، ومتيجة، والأندلس". وأضاف: "تمنينا لو تحضر طبوع الأذان الأخرى في مناسبات دينية، ومنها رمضان".

وأشار الدكتور بوزيد إلى أنّ وزارة الشؤون الدينية والأوقاف والجامع الأعظم، يوليان اهتماما لأنواع أداء قراءات القرآن الكريم مع ضبط الأحكام، وذلك بتكوين خاص. وتحافظ عليها من الاندثار؛ سواء كانت فردية أو جماعية، مقترحا: "لِم لا توسع المسابقات القرآنية إلى هذا التراث الجزائري والمغاربي؟".

وأكّد المتحدث أنّ المرجعية ليست نصوصا وأحكاما فقط، ولكنّها هي أصوات، وتقاليد، ولباس وقيم، إنّها امتداد تاريخي يأخذ من الخصوصية التاريخية الحضارية العريقة، ومن الجغرافيا، ومن مآسي وأفراح الشعب الجزائري. وهنا تكون وزارة الثقافة ووزارة السياحة والجامعات معنية بهذا الشأن الذي يتعلّق بالهوية الوطنية في أبعادها المحلية والعالمية، مضيفا: "نحتاج، فعلا، إلى إعادة طرح مسائل المرجعية بأسلوب علمي، ومنهجية تأخذ الأبعاد التاريخية والاجتماعية في الحسبان، وليست برؤية مذهبية ضيّقة، وبلغة طائفية".

وبالمناسبة، علّق البعض على حديث الدكتور بوزيد مؤيدين طرحه. وكان منهم الأستاذ محمد الناصر صلعة، الذي قال إنّ أفذاذ العلوم وصنّاع الفنون في شتى المشارب والمعارف ومن كان لهم سبق الفرسان، هم أبناء الجزائر وزواياها، فنجد أوّل من ألّف في النحو والصرف العلاّمة ابن معطي. وأوّل شارح لصحيح الإمام البخاري الإمام الداودي المسيلي. ونجد أوّل مؤلف أوصل القراءات إلى خمسين، العلاّمة الهذلي البسكري في كتابه "الكامل في القراءات الخمسين". وأوّل من نظّم في علم المنطق العلاّمة عبد الرحمن الأخضري البسكري في سلّمه، وغيرهم ممن لا ينحصر عددا، ولا يُعد مددا؛ فمرجعية الجزائر لا تنحصر في صوت أو أداء، وإنما ميراث ترسَّخ في عمق تاريخ الأمة الإسلامية في شتى علومها.