"في النقد العربي المعاصر"
الدكتور دواس يخوض في "النقد الأنجلوـ أمريكي الجديد"
- 705
صدر للدكتور أحسن دواس من جامعة "20 أوت 55" بسكيكدة، مؤخرا، كتاب حول "النقد الأنجلوـ أمريكي الجديد في النقد العربي المعاصر"، عن مؤسسة "أروقة للدراسات والترجمة والنشر" بالقاهرة. وبالمناسبة، أشار في لقاء مع "المساء"، إلى أنه يسلط الأضواء على مرحلة مهمة من تاريخ النقد، وعلى مدرسة من أهم المدارس النقدية في القرن العشرين.
أضاف الدكتور، أن كتابه الجديد الذي جاء في 466 صفحة، قسمه إلى بابين؛ الباب الأول خصصه للنقد الأنجلو-أمريكي الجديد في نسخته الأصلية، وفي بيئته الأنجلو-أمريكية، في حين خصص الباب الثاني للنقد الجديد في الساحة العربية، قصد إبراز تأثير هذه المدرسة على النقد العربي وتوجهاته، كما ختم كتابه بخاتمة وملحقين؛ ملحق أول عبارة عن مسرد لأهم مصطلحات النقد الجديد، وملحق ثان، رصد فيه بيوغرافيا لأهم النقاد الجدد الإنجليز والأمريكيين والعرب.
قال الدكتور أحسن دواس لـ"المساء"، إن الباب الأول الموسوم بالنقد الأنجلو-أمريكي الجديد "المرجعيات والنشأة والتطور"، قسمه إلى أربعة فصول، تناول في الفصل الأول المرجعيات الفلسفية والفكرية والنقدية للنقد الجديد، ابتداء من الشعرية الأرسطية، إلى جمالية كروتشه وفلسفة هيوم وموضوعية آرنولد وتصويرية باوند، وغيرها من الخلفيات التي شكلت الرؤى العامة للنقاد الجدد.
أما الفصل الثاني المعنون بالنقد الجديد "المصطلح والمفاهيم"، فعالج فيه مصطلح النقد الجديد كمفهوم نقدي، ثار على البلاغة الأوروبية القديمة، مبرزا فيه تجليات هذا المفهوم عند النقاد الإنجليز والأمريكيين وتعدد مصطلحاته ومقارباته، كالنقد الأنطولوجي عند رانسم، والنقد التحليلي عند بروكس، والتحليل اللفظي والنقد التطبيقي عند ريتشاردز وإمبسون، والنقد التقويمي عند ونترز، وغيرها من المقاربات، بينما تطرق في الفصل الثالث، إلى أهم مبادئ المدرسة الجديدة، كالقراءة الفاحصة والمغالطتين التأثيرية والقصدية، والمعادل الموضوعي، وهرطقة إعادة الصياغة، والتوتر في الشعر، في حين قدم في الفصل الرابع، دراسة لبعض المناهج النقدية المتاخمة لمدرسة النقد الجديد، كالشكلانية الروسية، والبنيوية، والتفكيكية، ومدرسة شيكاغو، وغيرها من المدارس التي تقاطعت مع مفاهيم المدرسة ومبادئها.
أما الباب الثاني، الموسوم بتأثير النقد الأنجلو-أمريكي في النقد العربي المعاصر "التفاعل والعوامل والتجليات"، فأشار الدكتور إلى أنه قسمه إلى ثلاثة فصول، تناول في الفصل الأول النقدين العربي والإنجليزي بين التأثير والتأثر، والتفاعل الحضاري والأدبي، مع الوقوف عند شكلانية النقد العربي القديم، ومحاولة الحفر في المقولات النقدية العربية في علاقتها بطروحات النقد الجديد، وفي الفصل الثاني الموسوم بعوامل انتقال النقد الجديد، تطرق إلى الظروف والعوامل المساهمة في هجرة مدرسة النقد الجديد إلى الوطن العربي.
حيث قسمه إلى عوامل داخلية، كالبعثات العلمية العربية إلى الجامعات الغربية، والإعلام، والصحافة، والترجمة وغيرها، وعوامل أخرى خارجية، مثل سطوة اللسان الإنجليزي وانتشاره عبر العالم فكرا ونقدا وإبداعا وغيرها من العوامل الأخرى، أما الفصل الثالث، فاتبع فيه أثر النقد الجديد في النقد العربي المعاصر وتجلياته، مقسما تطوره إلى ثلاث مراحل؛ المرحلة الجنينية، مثلها الناقد السوداني معاوية نور، والناقد اللبناني توفيق صايغ، ثم مرحلة الميلاد، ومثلها الناقد المصري رشاد رشدي وطلبته حيث تبلورت من خلال أعماله "ما هو الأدب؟"، و"مقالات في النقد الأدبي"، و"النقد والنقد الأدبي"، و"فن القصة القصيرة"، وغيرها، إضافة إلى مجموعة الكتب التنظيرية والتبشيرية التي عرفت برواد هذا التيار النقدي، الصادرة عن الدار الأنجلو- مصرية، ضمن سلسلة "مكتبة النقد الأدبي"، ومنها كتاب "النقد التحليلي" عام 1962، لمحمد عناني، الذي عرف بـ"كلينث بروكس" (Cleanth Brooks)، وطروحاته حول تحليل الأثر الأدبي، وبعض القضايا المتصلة به، كالمفارقة والسخرية والوحدة العضوية وغيرها، وكتاب "النقد الموضوعي" لسمير سرحان، الذي تحدث عن "ماثيو آرنولد" (Mathew Arnold).
وكتاب "علم الجمال" لعبد العزيز حمودة، الذي طرح مقولات "بينيديتو كروتشه" (Benedetto Croce). وفايز اسكندر الذي نشر كتاب "النقد النفسي" عن "ريتشاردز" (Richards)، أما المرحلة الثالثة، وهي مرحلة النضج، مثلها كوكبة من النقاد العرب، أمثال زكي نجيب محمود وإحسان عباس وجبرا إبراهيم جبرا وأنس داود ومحمود الربيعي وعبد العزيز الدسوقي، وغيرهم.