مهرجان تيمقاد الدولي 39
الزهوانية وحرة نجما السهرة الخامسة
- 849
تتواصل فعاليات سهرات الطبعة الـ39 لمهرجان تيمقاد الدولي في أجواء فنية ثقافية تستقطب الجمهور الذي ألف سهرات تيمقاد على مر السنين، وفي السهرة الخامسة، تمكّنت كعادتها الزهوانية من استقطاب جمهور تجاوب مع أغانيها طيلة الحفل الذي دام أزيد من ساعة والنصف. وكان منتظرا بعد أن اعتلت المنصة، أن يحدث التفاعل بعدما هتف الجمهور باسمها، إذ لم تتوان في الرد عليه، فحوّلت الركح إلى مسرح راقص.
كان التجاوب كبيرا فأبدعت الزهوانية كعادتها، وهي تؤدي الراي، فكان رجع الصدى من المدرجات، قطعته بين تحية جمهورها وفرقتها المنسجمة، وكان الجمهور قد هتف باسمها كثيرا قبل حلول موعد فقرتها، مطالبا بصعودها إلى الركح للاستمتاع بأغانيها، فاعتلت المنصة على هتافات الحاضرين، حيث لاقت ترحيبا كبيرا، خاصة من طرف الشباب الذي يحفظ كلّ أغانيها ويحفظها عن ظهر قلب، فقدمت مجموعة من الأغاني التي تشتهر بها في طابع الراي، سواء القديمة أو الجديدة، ومن بين ما غنت «راني في العذاب»، «صبري» وغيرها.
امتدّت حرارة المهرجان للزهوانية، التي أصبحت حمامته، بعدما ربطت صلة وثيقة بشباب المنطقة التي غازلته، وهي تعتلي منصة الركح كعادتها، لتجس نبض قلوب الشباب الذين احتضنوها بالتصفيق وشوق الملاقاة، وكعادتها تمكّنت في حيز قصير من أن تحوّل الركح الجامد بحجارته التي تروي قصة حضارة أمة إلى راقص مردّدة روائعها في تناسق، فأطربته على طريقتها والنعاس يدغدع عيون الساهرين الذين أبوا إلى أن يمتزجوا في هذه الأجواء الفنية.
في غياب ويلي وليام عن السهرة، واصل السهرة ناسي المغربي المقيم بفرنسا، الذي دعا إلى بعث النشاط الثقافي وتعزيز الروابط من خلال رسالة الفن، آملا في تنويع المهرجانات الثقافية والتواصل بين شعوب المغرب العربي الكبير واستغلال خصوصيات هذه المهرجانات، وبدا متفائلا لبعث الوحدة المغاربية، فلم يجد صعوبة في محاورة الشباب وأدى روائعه المشهورة فكان التجاوب من الشباب الذي ردد أغانيه.
برنامج السهرة الخامسة من مهرجان تيمقاد، كان ناجحا بكلّ المقاييس، وفي تناسق مرور الفنانين على المنصة في حضور النغمة الرايوية والشاوية فكان الجمهور رائعا وخطف الأضواء من النجوم بأدائه لوحات راقصة وترديده للأغاني التي قدّمها الفنانون المشاركون في الحفل بمدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد المحاذي للموقع الأثري الروماني.
وعاد مجددا نصر الدين حرة الذي احتك بالجمهور كثيرا، عندما ردّ على الشباب الذي كان ينتظر قدوم الزهوانية، فعرف كيف يجذبه إليه، وهو الذي تعوّد على ركح تيمقاد ويعرف سر إمتاع الجميع، حيث أدى مجموعة من الأغاني الخاصة به، وكذا أغاني تراثية ورائعة «الممرضة» لرابح درياسة.
ومواصلة لأجواء الفرحة التي يصنعها المهرجان سنويا، يقترح منظمو الطبعة سهرة اليوم، وما قبل موعد الاختتام برنامجا ثريا يلبي أذواق الجمهور الذي ينتظر سهرة اليوم (الأربعاء) ألجيرينو بشغف كبير كما سيعتلي المنصة فسفس وفرقة «فريكالاين»، في انتظار سهرة الختام التي سينشطها الشاب مامي، كمال القالمي وفرقة بوزاهر.
لفنان المغربي ناسي من تيمقاد: المهرجان موعد ثقافي فني يقرب بين الشعوب المغاربية
أكّد الفنان المغربي ناسي، أنّ شعوب البلدان المغاربية تمتلك خلفية ثقافية واحدة واجتماعية متقاربة جدا»، معتبرا أنّ «المهرجانات الثقافية في هذه البلدان المغاربية تتطرّق إلى هذا التجانس والتقارب الحاصل بين الشعوب المغاربية»، وأفاد ناسي، الذي نشّط السهرة الخامسة من الطبعة الـ39 لمهرجان تيمقاد الدولي أنّ «الفن رسالة يعالج قضايا متشابهة ومتقاربة، وتابع ناسي لـ»المساء» من تيمقاد، «كفنانين ندعو توحيد الدول المغاربية، لأنّها تطرح مواضيع متشابهة من حيث الآلام والآمال والطموحات».
وعن أهمية مهرجان تيمقاد، اعتبر ناسي أنّ ما يروّج له سيسمح بتعزيز الروابط الثقافية بين الشعوب في المغرب العربي، كما يعدّ فرصة للمبدع المغاربي في التواصل لنشر الرسالة وتلبية أذواق الجمهور.
وجدّد رغبته في مواصلة الفن بأعمال فنية مرتقبة أملا في أن يؤدي الفن دوره في التقريب بين الشعوب، قال ناسي «أنا مولع بالنغمة المشرقية وأحبّ الموسيقى العالمية» في رده عن سؤال يتعلق بتأخره الخوض في الأغنية الرايوية .