شيخ الزاوية القاسمية:

الزوايا بحاجة إلى إنصاف تاريخي من طرف الباحثين

الزوايا بحاجة إلى إنصاف تاريخي من طرف الباحثين
الزاوية القاسمية ببلدية الهامل
  • 817

 

تبقى الزوايا «بحاجة إلى إنصاف تاريخي» من طرف  الباحثين و المؤرخين، حسبما أعرب عنه بالمسيلة شيخ الزاوية  القاسمية ببلدية الهامل، مؤخرا، وأوضح في مداخلة قدمها في افتتاح الطبعة السابعة للملتقى  الوطني «تاريخ وأعلام المسيلة» بدار الثقافة «قنفود الحملاوي»، حضره  باحثون ومؤرخون من عديد جامعات الوطن وبعض شيوخ الزوايا من المسيلة وسطيف تحت شعار «الزوايا، هوية وإشعاع ثقافي»، أنّ الكتابات التاريخية سواء  مصدرها المؤرخ من داخل البلاد أو من خارجه، كثيرا ما اتسمت فيما يتعلق بمساهمة الزوايا في الحركة الوطنية وتاريخ الجزائر «بخلفيات سياسية أو إيديولوجية أو عقائدية تخفي في ثناياها غياب الصدق والمصداقية والموضوعية».

 

أضاف شيخ الزاوية القاسمية أنّ هذا الملتقى سيمكّن من خلال المواضيع التي تناولها على مدار يومين من تسليط الضوء على الدور الحقيقي الذي تلعبه الزوايا في الحياة اليومية للجزائريين من خلال «نشر العلوم الشرعية وتكريس الوسطية  والاعتدال فيما يخص المقوم الأساسي للأمة وهو دينها الإسلامي الحنيف».

وأكد نفس المتدخل على أهمية هذه اللقاءات في «تصحيح مسار التاريخ الوطني»  فيما يخص الزوايا و»إبراز دورها في التعليم الروحي وإسهامها في الحفاظ على  المرجعية الدينية الوطنية ووقوفها دوما إلى جانب القضايا التي تهم الأمة».

من  جهته أبرز كمال بيرم من جامعة المسيلة أنّ الزوايا كانت دوما «مؤثرا إيجابيا في  محطات التاريخ الوطني» بدليل -كما قال- احتضان زاوية الهامل لمختلف محطات  المقاومة الوطنية والحرب التحريرية، كما كان لها الدور الفعال بعد الاستقلال  في الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية، وأضاف السيد بيرم أنّ هذا الدور سيتم تبيانه من خلال المداخلات المبرمجة من  طرف رئاسة الملتقى والتي تصب في مجالات ذات الصلة بدور الزوايا بالأمس واليوم  في التربية والتنشئة الاجتماعية والدينية .

وحسب مدير دار الثقافة قنفود الحملاوي فؤاد عدوي (الجهة التي نظمت الملتقى)، فإنّ هذه التظاهرة الوطنية تهدف إلى تسليط الضوء على الدور التاريخي للزوايا عبر الوطن وإبراز مختلف إسهاماتها الدينية والعلمية، فضلا عن الكشف عن  الزوايا غير المعروفة الموجودة بإقليم ولاية المسيلة، على غرار الزاوية العزوزية بسيدي عامر وزاويتا الدريعات والمعاضيد وما كان لها من دور في الثورة  التحريرية المظفرة.

وتندرج هذه التظاهرة في إطار البرنامج السنوي لدار الثقافة «قنفود الحملاوي» بغية عقد لقاءات ما بين الباحثين والمؤرخين وشيوخ الزوايا وطلبتها، ما يمكن من تصحيح بعض المفاهيم والأطروحات التاريخية المتناقضة تجاه دور الزوايا في  الجزائر.

بدوره، اعتبر رابح ظريف مدير الثقافة بالولاية أن هذا الملتقى تناول هذه السنة موضوع الزوايا من مختلف الجوانب التاريخية والدينية والاجتماعية بهدف تسليط الضوء -كما قال- على دورها في هذه المجالات والوصول إلى طرح تاريخي وعلمي منصف لها.

وتم خلال هذا الملتقى تناول مواضيع حول «دور الزوايا إبان الفترة  الاستعمارية في الحفاظ على المقومات الوطنية والهوية» و»دور الزوايا ما بعد  الاستقلال وفي الوقت الحالي في ظل المؤثرات الخارجية» بينها أساسا الطائفية  وتعدد المرجعيات الدينية.