على وقع الأزمة الاقتصادية
السينمائيون مجبرون على البحث عن وسائل جديدة
- 788
أكدت المشاركات في الندوة حول آفاق التعاون والشراكة في مجال الإنتاج السينمائي، يوم الاثنين الماضي في الجزائر، على ضرورة البحث عن تصورات وميكانيزمات جديدة لتمويل المشاريع في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية. وأبرزت مداخلات السينمائيات والمنتجات اللواتي شاركن في هذه الندوة التي أقيمت في اليوم الأخير من فعاليات الأيام الدولية لفيلم المرأة (28-30 نوفمبر) صعوبة الاستثمار في الإنتاج السينمائي وفي الفعل الثقافي عموما، من خلال تجارب الدول العربية والأوروبية.
واعتبرت الإسبانية كريستينا فيسانتي التي تعمل في حقل تطوير البرامج في قنوات تلفزيونية أنه من الضروري اليوم البحث عن إيجاد تصورات لأنماط وميكانزمات جديدة بهدف مواجهة الأزمة الحالية في المجال السينمائي والسمعي البصري، للتمكن من إنتاج المشاريع بأقل تكلفة ممكنة وباستعمال التطورات التكنولوجية في هذا المجال. واستعرضت مختلف العراقيل التي تواجه الإنتاج السينمائي وكل الأعمال المتعلقة بالسمعي البصري التي كانت تعتمد كثيرا من قبل على دعم الدولة.
وكما قالت، فقد مست تداعيات هذه الأزمة، حسبها، أفلام المؤلفين بالدرجة الأولى لأن الخواص، بما فيهم القنوات الخاصة، يهتمون فقط بالاستثمار في الأفلام التجارية لأنها مربحة. وفي إشارة إلى الخسائر التي تكبدتها بعض الشركات الخاصة للإنتاج السينمائي التي أجبرت على تقليص نشاطها، اقترحت المتحدثة تصورات لإيجاد حلول، وفي مقدمتها إنشاء تكتلات بين مجوعة شركات إنتاج بالتعاون مع بعض الخواص وأيضا أصحاب العلامات التجارية الكبيرة.
وقالت المنتجة الفرنسية ماري لورانس اتياس من جهتها، أن الوضع بالنسبة للإنتاج والحصول على الأموال هو أقل حدة في فرنسا رغم الأزمة، لأن هناك ـ كما قالت ـ سوق كبيرة للأفلام، مضيفة أن تأزم الوضع يظهر أكثر على مستوى التوزيع، حيث أجبرت عدة شركات توقيف نشاطها. واقترحت المتحدثة، خاصة بالنسبة لبلدان الضفة الجنوبية من المتوسط، اعتماد الإنتاج المشترك فيما بينها، كما شددت على ضرورة إعطاء الاهتمام بتكوين الشباب.
وترى المنتجة الجزائرية سميرة حاج جيلاني أنه على المعنيين من سينمائيين ومنتجين التوجه بأنفسهم نحو مصادر التمويل والتعاون مع أصحابها وتحسيسهم بأهمية الفعل الثقافي. وقالت بخصوص تجربة المرأة الجزائرية في مجال السينما أنه من الناحية التشريعية هناك قوانين تحث على تطوير السينما والمجال السمعي البصري متأسفة عن كون نصيب المرأة السينمائية كان ١٠% فقط من مجمل الأفلام المنتجة في الثماني سنوات الأخيرة، مؤكدة على ضرورة "ترشيد الإنتاج وإعطاء الأموال والدعم على أساس الكفاءة والقدرة على الإبداع".
وبخصوص هذا الموضوع، ترى السيدة جيلاني أنه كان من "الأفضل لو استثمرت هذه الأموال في إنتاج فيلمين أو ثلاثة كبيرة قادرة على المنافسة في أكبر المهرجانات وتشريف الجزائر". وبخصوص تظاهرة الأيام الدولية لفيلم المرأة التي نظمتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، قالت بأنها "فرصة للتعارف وجاءت نتيجة الجهود من أجل تخصيص مهرجان لفيلم المرأة والتجربة الأولى سمحت بدراسة الوضع في انتظار تأسيس المهرجان".