الباحث في التاريخ محمد رباح بمكتبة "آغا":

الشباب آمن بالتحرر قبل اندلاع ثورة أول نوفمبر

الشباب آمن بالتحرر قبل اندلاع ثورة أول نوفمبر
  • القراءات: 895
لطيفة داريب لطيفة داريب
أكد الباحث والكاتب محمد رباح أن الكفاح الجزائري ضد المستعمر الفرنسي ليس وليد ثورة أول نوفمبر، بل يعود إلى تاريخ دخول فرنسا إلى الجزائر، مضيفا أن النضال لم يكن بالسلاح فقط، بل حمل أوجها مختلفة.
وأضاف محمد رباح في الندوة التي نشطها بمكتبة "آغا" (مؤسسة فنون وثقافة) بعنوان "الحركة الوطنية للشبيبة 1946-1954"، أنّ الشباب الجزائري سواء كان متعلما أو لا، أدرك واجبه تجاه بلده وبدأ وعيه ينمو حتى قبل اندلاع الثورة الجزائرية، وتناول المحاضر ثلاث حركات شبابية عرفت النور قبل اندلاع الثورة وهي؛ الكشافة الإسلامية وجمعية الطلبة المسلمين لإفريقيا الشمالية واتحاد الشبيبة الديمقراطية الجزائرية، التي ضمت أسماء مسلمة وغيرها، وقاومت المحتل بالأفكار والدعاية على وجه الخصوص، قبل اندلاع الثورة التحريرية.
وقدّم المحاضر عدة أسماء كانت ضمن هذه الحركات الثلاث التي توسعت في عدة مناطق من الوطن، مضيفا أن من بينها من كان يدعوا إلى الإدماج والمساواة مع المستعمر، إلا أنه مع بروز وعي وطني، خاصة مع تأسيس حزب نجم شمال إفريقيا الذي كان يطالب بالاستقلال، أصبح هناك إيمان بضرورة التحرر من المستعمر.
وواصل رباح الذي ألّف كتاب "سبل ورجال" وكذا مؤلف ثان بعنوان "طالب عبد الرحمن، أعدم بالمقصلة يوم 24 أفريل 1958"، أنّ أعضاء من هذه الحركات تعرضوا للتعذيب وآخرون استشهدوا مثل ريمون بيشار، إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة الدرب، حتى أن هناك من شارك منهم في المهرجان الدولي للشباب وأوصلوا صوت الجزائر إلى الآلاف من الشباب، ولم يشاركوا في الوفد الفرنسي ليثبتوا أنّ الجزائر بلد له هويته الخاصة به.
في المقابل، ذكر رباح أن استقلال الجزائر لم يكن نتيجة كفاح مسلح فحسب، بل هو ثمرة جهاد كل الشعب الجزائري بطرق مختلفة، وعند اندلاع ثورة التحرير المجيدة، وُجد شباب واع بالقضية ومستعد أكثر لتحرير البلد.
أمّا المجاهد المحكوم عليه بالإعدام، رضوان بناني، فتحدّث عن جهاده وكيف التحق بحركة "من أجل انتصار الحريات الديمقراطية"، وكيف أنّه الأمي الذي أدرك ضرورة استقلال الجزائر وأحبّ بلده ونبذ الذل الذي كان يعيش فيه رفقة أقرانه.