نقاش حول فيلم «ابن باديس» في «الحوار»
العمل لم يهتم بالبيئة الجزائرية ولم يبرز أحداثا هامة في حياة العلامة

- 1965

انتقد عدد من المشاركين في منتدى جريدة «الحوار»، الفيلم الروائي الطويل «ابن باديس»، ولاموا فيه غياب محطات مهمة عاشها العلامة الكبير، كما أنّه لم يتم الحديث عن البيئة الجزائرية وقتئذ، ولم يتم إبرازه على حقيقة شخصيته المؤثرة، واعتبروا أنّ نهاية الفيلم لا تليق بهذه القامة الإصلاحية والسياسية.
بحضور عدد من فريق عمل الفيلم، منهم كاتب السيناريو رابح ظريف ومديرة المركز الجزائري لتطوير السينما شاهيناز محمدي، والممثل يوسف سحايري الذي أدى دور عبد الحميد ابن باديس، بالإضافة إلى عدد من الوجوه الفنية والسياسية والإعلامية، استهل الحديث رابح ظريف وقال بأنّ النقاش الذي أثير بعد نهاية عرض الفيلم يعكس شخصية ابن باديس الجدلية، وأنه أراد إبراز أهمّ المحطات التي لا يعرفها الجزائريون، ورد «من لا يعرف ابن باديس فهو موجود في المكتبات الجامعية».
تحدثت محمدي عن ميزانية الفيلم، وقالت بأن قسطا منها ذهب لبناء ديكور، وذكرت الحاضرين بتفاصيل الإنتاج، بينما خاض سليم دادة في تقديم موسيقى تصويرية إنسانية للعمل، مع استحداث موسيقى زيدان تقترب من الحجاز، خارجة من عباءة الفولكلور.
بالنسبة للمخرج الجزائري أحمد راشدي، قال بأنّه لو كان العمل في يدي لركزت على بيئة ابن باديس وأظهرت ظروف الجزائر في ذلك الوقت، وجعل المحتل الفرنسي أكثر قوة وتجنب التعاطف معه، وأبدى تعاطفه مع المخرج السوري ورضاه عن الجانب التقني للفيلم.
من جهته، تدخل السياسي بوجرة سلطاني ليعبّر عن أسفه، وقال «لما ذهبت إلى الأوبرا كنت أنتظر فيلما بحجم عمر المختار»، ثم شاطر رأيي راشدي بخصوص موضوع البيئة، وعلّق بالقول بأن مبلغ 37 مليار لإنجاز هذا الفيلم لم يقدم الجمالية ولا المضمون المنتظر.
وذكر أن أحداثا ذات أهمية قصوى لم يتحدث الفيلم عنها، على غرار قيامه بحفظ وتفسير القرآن قولا سنة 1938 بحضور كبار العلماء في العالم الإسلامي للاحتفاء به، إلى جانب قيامه بشرح كتاب «الموطأ» لمالك بن أنس، وتابع المتحدث أنّ فيلم ابن باديس لخصه في جملة أنه «تحرك وانتهى». كما أبدى عدم رضاه بالنهاية وموت ابن باديس، وقال بأنها لا تليق به، وكان ينتظر تصوير مشهد جنائزي مهيب، لكن لم يفعل المخرج واكتفى بعرضه يموت على فراشه مع مصحفه حتى صعدت روحه وهو يتذكر وفاة ابنه وطلاق زوجته.