13 ولاية تلتقي بالصخرة السوداء

"الفن والشغف" بدار "ميموني"

"الفن والشغف" بدار "ميموني"
دار الثقافة لمدينة بومرداس
  • 814
حنان سالمي حنان سالمي

تحتضن دار الثقافة لمدينة بومرداس هذه الأيام، الطبعة الأولى للملتقى الوطني الأول "الفن والشغف"، بمشاركة 20 عارضا يمثلون 13 ولاية، واختير له شعار "تحديات الفنان في زمن كورونا"، ويعتبر أول نشاط ثقافي ذي صبغة وطنية، بعد العودة التدريجية لمجمل الأنشطة، إثر انحصار جائحة "كورونا".

قال مدير الثقافة لبومرداس، السيد عبد العالي قوديد، إن تنظيم ملتقى "الفن والشغف" يعد الأول من نوعه بعد فتح الفضاءات الثقافية لاستقبال الجمهور، موضحا لـ"المساء"، على هامش الافتتاح الرسمي للصالون، أول أمس، بدار الثقافة "رشيد ميموني"، أن تظاهرات ثقافية أخرى ينتظر تنظيمها في الأيام القادمة عبر مختلف المراكز الثقافية في شتى ضروب الفن، خاصة بعد انحصار جائحة "كورونا"، مع التأكيد على أهمية الالتزام بإجراءات الوقاية. يشارك في هذا الملتقى 20 فنانا، عرضوا ببهو الدار لوحات تشكيلية مختلفة، تعكس عدة مواضيع تتعلق عموما بالحياة اليومية للمجتمع بمناطق مختلفة من الوطن، كما نظم على الهامش يوم دراسي حول "تحديات الفنان في زمن كورونا"، من تقديم الأستاذة زينة بوشلاغم من جامعة علوم الإعلام والاتصال بتيزي وزو، التي أكدت على الدور الكبير لوسائل الإعلام في الارتقاء بالذوق العام للمجتمع. في حديثها مع "المساء"، اعتبرت الأستاذة بوشلاغم أن العلاقة التي تربط وسائل الإعلام والفن علاقة جدلية، وظهر ذلك في البداية في تهديد الإعلام عموما للذوق الرفيع بالمجتمع، من خلال اهتمامه فقط بنشر المحتويات الرائجة، أو ما أسمته بالمنحنيات الفنية السريعة، مما جعل النخبة من الأدباء والكتاب والتشكيليين، يعارضون هذا التوجه الذي أطلقوا عليه تسمية "السطحية"، ثم بدأت الأمور تتغير لتأخذ منحى آخر يهتم بتقديم المنتجات الفنية الراقية، وهو ما أثر في أذواق الجمهور فيما بعد، وجعله يرتبط شيئا فشيئا بالفنون الراقية، وهو ما نقصد به الجدلية القائمة بين الطرفين، حيث أصبح كل واحد مؤثرا في الآخر بشكل أو بآخر"، تقول الأستاذة بوشلاغم، مؤكدة في هذا المقام، أن هذه الجدلية القائمة تساهم في الرقي بالذوق العام، غير أن التحدي يكمن ـ حسبها- في مدى منح المساحة الكافية لهذه الفنون وأصحابها، لتظهر إلى العلن، فيتفاعل معها المجتمع كيف ما كانت.

تحد آخر أمام هذه الجدلية، يظهر في المزاوجة بين عصر السرعة والمحافظة على الأذواق الفنية العالية، حتى تؤدي رسالتها في المجتمع، حيث اعتبرت الأستاذة بأنه كلما ارتقت الأذواق الرفيعة في المجتمع، ارتقت معها في المقابل نوعية الحياة، "لذلك نحن نؤمن بأنه، بشيء من الحكمة، يمكن لوسائل الإعلام أن تجمع بين هذه المعادلة الصعبة"، تقول محدثة "المساء"، مشيرة في هذا السياق، إلى تحد آخر لا يقل أهمية عن الأول، يتمثل في وسائط التواصل الاجتماعي، التي رغم صعوبة السيطرة عليها، إلا أنه لابد من الاعتراف بدورها الإيجابي الكبير في زمن "كورونا" في الترويج للفن والفنانين، حيث فتحت الصفحات عبر مختلف الفضاءات الاجتماعية، نافذة جديدة أمام الفنان للترويج لفنه واستقطاب جمهور جديد، بالتالي إيصال عصارة فنه للآخر، في فترة اتسمت بشكل عام بالركود التام في عدة مجالات، مما جعل الأستاذة تقول في الأخير، إنه لابد من إيجاد نوع من الانسجام بين هذا وذاك، حتى تتمكن الإبداعات الفكرية والفنية من إيجاد طريق لنفسها، لتصل إلى الجمهور الواسع، وتساهم بذلك في الارتقاء بالذوق العام، بالتالي التحلي بنظرة إيجابية للحياة.