آيت موهوب يقدّم كتابه ".. شعب يتّقد شوقا للتحرر":

القضية الصحراوية تتعرّض لـ"استراتيجية الإخفاء"

القضية الصحراوية تتعرّض لـ"استراتيجية الإخفاء"
  • 219
 د. م د. م

استضاف فضاء فلسطين "غسان كنفاني" ضمن فعاليات الدورة الثامنة والعشرين لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أوّل أمس، ندوة فكرية حول القضية الصحراوية، شارك فيها الكاتب والصحفي مصطفى أيت موهوب، صاحب كتاب "الصحراء الغربية.. شعب يتقد شوقاً للتحرّر"، إلى جانب سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجزائر خطري أدوه، وذلك في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء.

في بداية مداخلته، تساءل أيت موهوب عن طبيعة الاستعمار الراهن، قائلاً إنّ القوى الاستعمارية لم تختفِ، بل أعادت تشكيل نفسها داخل منظومة عالمية تستند إلى النفوذ الإعلامي والاقتصادي والسياسي. وربط بين الاعتداء على غزة وقضية الصحراء الغربية، موضحاً أنّ العدوان على الشعب الفلسطيني أعاد القضايا العادلة إلى واجهة النقاش العالمي بعد سنوات من التعتيم.

وأشار الكاتب إلى أنّ القضية الصحراوية تتعرّض لما سمّاه "استراتيجية الإخفاء"، وهي أعمق من مجرّد تهميش إعلامي، بل محاولة مدروسة لطمس القضية ومنعها من بلوغ الرأي العام الدولي. وانتقد تعامل المجتمع الدولي مع ملف الصحراء الغربية منذ 1975، مؤكّداً أنّ قرارات الأمم المتحدة بقيت بلا تنفيذ لأن ميزان القوى ما يزال أقوى من القانون. وأضاف أنّ القوى الاستعمارية القديمة ما تزال تتحكم في الموارد والثروات عبر آليات جديدة ضمن النظام الرأسمالي العالمي، وهو ما يفسّر الإصرار على إدامة السيطرة على المنطقة.من جهته، أكد السفير خطري أدوه أنّ شهر نوفمبر يحمل رمزية مشتركة للشعبين الجزائري والصحراوي، باعتباره رمزاً للتحرر والمقاومة. وذكر أنّ القضية الصحراوية تتعرض منذ عقود لمحاولات تشويه وتزييف للتاريخ من قبل النظام المغربي. واستند أدوه إلى فتوى محكمة العدل الدولية الصادرة في 16 أكتوبر 1975، التي نفت وجود أي روابط سيادة بين المغرب والصحراء الغربية، موضحاً أنّ المسيرة الخضراء كانت غطاءً إعلامياً لغزو عسكري بدأ قبل ذلك بأيام.وانتقد السفير الانتقائية التي تتعامل بها الأمم المتحدة مع قضايا التحرر، قائلاً إنّ الملف الصحراوي مصنف منذ 1963 ضمن قضايا تصفية الاستعمار، ورغم ذلك ما تزال القرارات الأممية دون تنفيذ فعلي. وختم مؤكداً أنّ الشعب الصحراوي صمد خمسين عاماً في مواجهة الاحتلال، وأن محاولات طمس هويته لن تغيّر حقيقة أنّ الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا.