بوطيش وعيساني بمكتبة "الاجتهاد":

الكتابة تغلغل في روح الإنسان

الكتابة تغلغل في روح الإنسان
  • القراءات: 331
لطيفة داريب لطيفة داريب

نظمت مكتبة "الاجتهاد" بالجزائر العاصمة، أول أمس، ندوة ثقافية نشطتها الكاتبة مايسة بوطيش، التي قدّمت روايتها الجديدة "نورة" ، وكذا الشاعرة سادرينا عيساني، التي، بدورها، عرّفت الجمهور بديوانها الشعري المعنون بـ«قلم مترنّح".

تحدّثت الكاتبة مايسة بوطيش عن روايتها الجديدة الموسومة بـ«نورة" الصادرة عن دار النشر "الماهر"، فقالت إن موضوعها يدور حول شابة جميلة تعيش في الريف، تحصلت على شهادة البكالوريا، فتقرّر مواصلة دراستها بالجزائر العاصمة، وتبتعد بذلك عن عائلتها وحبيبها عزيز، الذي يواصل دراسته الجامعية في ولاية أخرى؛ فهل سيعيش هذا الحب وينتصر على البعد الجغرافي، وبالأخص عن بريق الجزائر العاصمة الذي قد يعمي العيون والقلوب، ويغيّر من النفوس الشيء الكثير؟ أم لنورة شخصية قوية وعقل راجح سيمكنانها من الصمود أمام كل مغريات العاصمة؟.
وماذا عن مصير عبدو في الرواية؟ ومن هو عبدو أصلا؟ لا تبتغي مايسة الإجابة. ولا تريد أن تفصح أكثر عن أحداث روايتها؛ حتى إنّها لا تريد كشف المزيد عن المصير الأسود لأمينة صديقة نورة التي احتضنتها في العاصمة، قائلة إن الحياة تصدمك أحيانا بشدّة، ولا تهتم أبدا بقلبك الطيّب والرهيف.
وبالمقابل، تطرقت مايسة لولعها بالكتابة. والدليل عدم توقّفها عنها منذ عام 2010. ففي جعبتها العديد من الروايات والمجموعات القصصية ودواوين الشعر المنشورة، وأخرى تنتظر النشر؛ مثل روايتها "حينما يفرض الألم نفسه"، بالإضافة إلى مشاركتها في عدة مسابقات أدبية؛ كالمسابقة التي نظّمتها جهة مصرية بعنوان "القلم الحر" ، وظفرها بالجائزة الثانية.
كما ترجمت أشعارها إلى عدّة لغات، من بينها الإسبانية والإيطالية، علما أنّها تكتب باللغتين العربية والفرنسية.
ومن جهتها، قدّمت الشاعرة سادرينا عيساني، ديوانها الشعري الأوّل الذي نشرته عن دار النشر"لابونسي" ، بعد كتابات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقيها تشجيعات من القرّاء، فجاء ديوانها الأول مليئا بمشاعر كثيرة، نابعة من حساسيتها المفرطة التي لولاها لما ألّفت هذا الديوان.
تخصّص سادرينا في الإعلام الآلي لم يبعدها عن الشعر، فصدر لها هذا الديوان المشكّل من 101 قصيدة قصيرة، ومعبّرة في نفس الوقت. وفي هذا قالت إنها كتبت قصيدة عن الخوف، وتبعاته، ونتائجه على روح الإنسان. وفي نفس الوقت دعت إلى طرد الأفكار السوداء، ونسيان الأحزان، والنظر إلى النجوم؛ لأنّ الأمل قائم، مؤكدة ضرورة أن يتحلى الإنسان بقوّة فولاذية لكي يواجه صعاب الحياة. وقالت إنها إنسانة ثائرة، تتّجه، دائما، إلى الأمام.
وتحدّثت سادرينا عن تعلقها بكتابات الفرنسي جون لا فونتان، وهو ما انعكس على بعض عناوين قصائدها. كما تحاول من خلال هذه الكلمات الجميلة والمعبرّة، أن تستكشف أعماق الإنسان وأغوار شخصيته من خلال كتابات حرة وأصيلة. وهكذا جاء عنوان الديوان "قلم مترنّح"؛ وكأنّه يترنح بين مختلف حالات النفس؛ فأحيانا تكون الروح مرحة، ومرات حزينة. وفي أحايين أخرى نجدها في قصائد الشاعرة، خائبة، ومرات مليئة بالأمل.
ويضم الديوان مجموعة من القصائد؛ مثل "عابر"، و"مثلما جاءوا"، و "عطر الياسمين"، و"كوكو كوكريكو"، و"الأشياء الصغيرة"، و"حب صاف"، و"دليلة زهرة دهلية"، و"روح ضائعة"، و"قلم في جنون"، و"المنبع" و"ملائكتي".