دريسي وبنيني بمؤسسة "عسلة":

الكتابة .. عرفان وتخليد لذكرى ملهمينا

الكتابة .. عرفان وتخليد لذكرى ملهمينا
الكاتب كمال دريسي-الشاعرة ليلى بنيني
  • القراءات: 284 مرات
لطيفة داريب لطيفة داريب

استضافت المؤسسة الثقافية "عسلة أحمد ورابح"، بداية الأسبوع الجاري، الكاتب كمال دريسي، الذي قدم بالمناسبة، مجموعة من إصدارته، وكذا الشاعرة ليلى بنيني، التي بدورها كشفت عن إصدارها الأول، وليس الأخير، والمتمثل في ديوان شعر.

عرض الكاتب كمال دريسي مجموعة من إصدارته، خلال استضافته في مؤسسة "عسلة"، والبداية بالدراسة التي عنونها بـ"الرسالة التربوية للأساطير القبائلية"، التي توقف عندها كثيرا، لأنه كتب فيها عن والدته، التي قال إنها أهم إنسان في حياته، وإنها شكلت المصدر الرئيسي لإلهامه.

كمال تحدث عن والدته بحس كبير وعاطفة فياضة، تذكر حينما استعدت للرحيل، مخبرة إياه بأن الجميع يفقد والدته حتى هو. كما أشار إلى الكنز الذي قدمته له، والمتمثل في الكم الهائل من الأغاني التراثية القبائلية، والحكم والأساطير والقصص والغناء، خاصة الحربي منه والديني والطبخ، استطاع أن يسجل بعضها فقط، بحكم سكنه بالطارف، أي على مسافة بعيدة جدا من تيزي وزو، حيث ترعرع.

عاد كمال أيضا إلى طفولته، مشبها مقولة الأمريكية هيلاري كلينتون بمقولة والدته، التي تعنى بأن الولد لا تربيه والدته فقط، بل كل سكان القرية، مضيفا أنه لم يتعرض للعنف في طفولته، إنما تم تخويفه بالوحوش بطلة القصص والأساطير، في حال رفضه أخذ القيلولة، مثلا.

بالمقابل، تطرق كمال إلى كتاب ثان له، وهذه المرة عن الكاتبة والمغنية طاوس عمروش، التي قال إنها لم تلق الرواج الذي تستحقه حتى من طرف عائلتها، إلا أنه بعد اهتمام محرك البحث "غوغل" بها، كثر الحديث عنها ولو بدون فائدة، غير أنه أفضل من التجاهل الذي كانت تعاني منه.

اعتبر المتحدث، أن مهمته نقل أدب طاوس إلى الأجيال الحالية، وفي هذا أعاد أغانيها، مع الحرص على النطق الجيد للكلمات، حتى تُفهم جيدا، ليقدم أمام الحضور بعضا من أغاني طاوس بصوت جهور وحساس فعلا.

وفي هذا السياق، ذكر كمال وجود تسعة طبوع غنائية قبائلية قديمة، بعضها اندثر، والبعض الآخر تغير، وقد ذكرها في كتابه، من بينها نوعان يخصان الغناء الديني، وهما "أذكير" الذي تقدمه النساء لوحدهن والرجال لوحدهم، ويعنى بتمجيد الخالق من دون استعمال الآلات الموسيقية، والثاني "أمداح"، الذي يمدح فيه الله والرسل والأولياء الصالحين، بالإضافة إلى إمكانية استعمال "البندير".

وتابع كمال ذكره للطبوع الأخرى، وهي "أسيحل" الطابع الذي غاب تماما عن الساحة، وكان يقدمه الرعاة، و"أصبوغة" الذي كانت تقدمه النساء فقط، خاصة خلال وضع الحناء للعروس. أما عن الغناء اليومي، فنجد طابع "أشويق" الذي يقدم في الغالب بدون آلة موسيقية، و«أحيحة" الذي يغنى فيه عن الحزن.

من جهتها، تحدثت الشاعرة ليلى بنيني في هذه الندوة، التي أدارها الشاعر بلحارث سليمان، عن التشجيع الذي طالها من عائلتها وأصدقائها، لنشر قصائدها ورقيا، بعد أن كانت تضعها على وسائط التواصل الاجتماعي، لتختار البعض مما كتبته وتنشره في ديوان بعنوان "شذرات خريفية"، عن دار النشر "لابونسي" (الفكرة).

أما عن سبب اختيارها لهذا العنوان، فيعود إلى حبها لفصل الخريف، باعتبار أنها بلغت خريف حياتها، أي أنها في الخمسينات من عمرها، كما أن انتقاءها لبعض القصائد، بهدف وضعها في الديوان، جعلها تضيف كلمة "شذرات" إلى العنوان.

وعن ولوجها للكتابة، رغم تخصصها الجامعي العلمي "الكيمياء"، قالت ليلى، إن والديها كانا يحبان المطالعة كثيرا، مما شجعها على القراءة والكتابة، مؤكدة في السياق ذاته، تأثير والدتها، خصوصا على حياتها، كما تعلمت منها احترامها للطبيعة والحيوانات، لتضيف أن بفقدانها لوالديها، قررت أن تكتب عن حياتهما التي شهدت الكثير من الحب بينهما، إلا أنها وجدت نفسها تنشر الشعر، في انتظار نشرها لهذا الكتاب. وعن ديوانها، أشارت ليلى إلى ضمه لقصائد مكتوبة باللغة الفرنسية عموما، وكذا بعض القصائد المكتوبة باللغة العربية، وأخرى بالقبائلية، لتقرأ على الحضور قصيدتها المعنونة بـ«الأيادي البخيلة" التي فازت بها بالجائزة الثالثة للمسابقة الشعرية التي نظمتها دار "ساتيام سيال" (السماء السابعة) الفرنسية، بالتعاون مع جمعية "مارال" هذه السنة.