المطرب كمال طغان لـ«المساء»:

المالوف مدرسة القيم

المالوف مدرسة القيم
  • 2420
حاوره/ بوجمعة ذيب حاوره/ بوجمعة ذيب
 يعد المطرب العصامي كمال طغان واحدا من الأصوات الغنائية التي تزخر بها مدينة سكيكدة، إذ يؤدي الأغنية المالوفية بإتقان كبير.. وقد غنى ضمن فرقة «المعجزة» التي كان ينشط فيها أمام عدد كبير من الرؤساء منهم هواري بومدين والشاذلي بن جديد وكذا أمام رئيس السينغال سنغور وسيهانوك رئيس الكومبودج، الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان.. «المساء» التقت به بدار الشباب الإخوة ساكر وأجرت معه هذه الدردشة.

@ المساء: من هو كمال طغان؟
● كمال: فنان مختص في المالوف من مواليد 1956 بسكيكدة.
◄ @ ما قصتك مع الطرب المالوفي، ولماذا هذا الطابع بالذات؟
● بدايتي الفعلية مع المالوف كانت في سنة 1970 مع فرقة «المعجزة» التي كان يرأسها الفنان الكبير أطال الله عمره الشيخ إسماعيل قداح، وفي سنة 1980 انخرطت في فرقة المالوف لسكيكدة وشاركنا فيها في عدة حفلات وأعراس. فقد كنت مولعا بالمالوف منذ صغري، وكنت أتأثر كل التأثر بصوت الشيخ محمد الطاهر الفرقاني الذي أعتبره وبكل فخر مدرستي الأولى وقدوتي الغنائية، فقد كان صوته الشجي يفعل فعله في نفسي الأمر الذي كان يدفعني لحفظ أغانيه وترديدها.
@ وماذا يمثل المالوف بالنسبة إليك؟
● المالوف فن أصيل ملتزم يعبر عن هويتنا الثقافية والفنية، فهو رمز للأغنية الجزائرية الحقيقية،  و إلى جانب هذا فهو فن متكامل لأنه من بين الفنون التي تخضع لقوانين مضبوطة ومدروسة وهذا ما يجعله فنا حيا لا يموت، ولأن المالوف قد وصل إلى العالمية، فإنه يبقى واجبا على القائمين على الثقافة بوجه عام العمل من أجل المحافظة عليه وترقيته وتوصيله إلى كافة الأجيال.
@ في اعتقادك، ما هي أحسن طريقة للحفاظ عليه من الاندثار؟
● كما سبق أن قلت فالمالوف لا يفنى ما دام يحافظ على ركائزه الأساسية وعلى قوانينه وضوابطه، وحتى طريقة أدائه، لكن بقاءه كفن جزائري أصيل ومتأصل يبقى مرهونا بتعليمه للأجيال سواء عن طريق الجمعيات الفنية الجادة وهذا هو الأهم بالنسبة لي وكذا جعله من بين المقررات الدراسية في البرامج التعليمية للأطوار الثلاث، فلا بد أن تعمل المدرسة على تلقين مبادئ الطرب الأصيل وفق الطرق البيداغوجية العلمية سواء تعلق الأمر بالأندلسي، الشعبي أو المالوف وهذا ما يجب فعلا أن يكون.. لكن أقولها بكل أسف فاليوم نشاهد جل المدارس الجزائرية بأطوارها الثلاث تميل أكثر إلى العصري.
◄ @ هل تؤيد فكرة أن الفن الأصيل والتراثي يربي الأذواق والسلوك؟
● بالطبع، فالفن الأصيل والملتزم والتراثي وحتى الوطني يساهم بشكل كبير في ترقية وتربية الأذواق والنفوس، لأن المالوف مدرسة تربي على القيم الأخلاقية ونحن اليوم في أمس الحاجة إلى هذا الدور وعلى دور الشباب، المراكز الثقافية والمؤسسات التربوية بما في ذلك مراكز التكوين المهني وحتى الجامعات والجمعيات أن تقوم بذلك الدور حتى نربي جيلا يعشق كل ما هو جميل ويعمل على الحفاظ عليه.
◄ @ ما هي أهم مشاريعك الفنية المستقبلية؟
● حاليا أنا بصدد تحضير ألبوم غنائي يضم مجموعة من أغاني المالوف في الزيدان ولحسين والمحجوز، إضافة إلى بعض لعروبيات والبراولي.
◄@ هل أنت مع استعمال الآلات العصرية في المالوف؟
● أنا ضد، لأن الغناء التراثي يجب أن يبقى محافظا على الخاصية التي وصل بها إلينا، وثمة المحافظة عليه، لأن إدخال تلك الآلات قد يفقده قيمته الفنية المتميزة.
@◄ كلمة أخيرة؟.
● أشكر يومية «المساء» على هذه الفرصة التي أتاحتها لي، وكذا لاهتمامها بالفنانين والمبدعين خاصة بسكيكدة.