الدكتور العيد جلولي:
النزعة الوعظية التقريرية تتنافى مع فن الكتابة للأطفال
- 96
أكد الدكتور العيد جلولي، أن الكثير من الكتاب العرب الكبار لا يكتبون للأطفال، عكس الغرب، وذلك حتى لا يضحوا بنجوميتهم، فالكتابة للأطفال تضحية، وزاد أن الكتابة للأطفال تقدم بأسلوب وعظي، لكن أطفال اليوم يبحثون عن موضوعات فيها طفولتهم، مستطردا ضرورة أن نكتب لأطفال يعيشون في عالم الرقمية والميتافيرس والخيال والذكاء الاصطناعي، عالم فيه من الإغراء والإغواء ما يشد الأطفال.
وأضاف المتدخل في ندوة "ماذا نكتب للأطفال والناشئة؟" المنظمة ضمن البرنامج الثقافي لصالون الجزائر الدولي للكتاب، في فضاء "إفريقيا"، أن الأدب ذا النزعة الوعظية التقريرية، يتنافى مع فن الكتابة للأطفال، لذا دعا إلى ضرورة التوازن بين الفن والتربية فيما يقدم للطفل، قائلا "أن لا يكون مرشدا ولكن فنانا".
من جهته، أكد الكاتب رابح خدوسي، أهمية أدب الطفولة، فثقافة الطفل هي العمود الفقري للثقافات، فهي غذاء روحي وفكري وعقلي لتكوين شخصية الإنسان منذ طفولته. وواصل أنه عندما نكتب نسأل، أولا، الأسئلة التي تخطر على بال الطفل، وذكر الأهداف الرئيسية لأدب الطفل قصد تنمية التفكير الإبداعي لديه، وكذا الحس الجمالي والنقدي مع تطوير ملكة الخيال.
أشار المتدخل إلى أن "صدمة" الروائي السعودي أسامة المسلم، بينت الكثير من الأشياء، أبرزها أنه لم يعد هناك "قارئ تقليدي"، قائلا "حتى الدارس للأدب انبهر"، وأكد "على كاتب أدب الطفل أن يفهم المتغيرات، فالطفل أصبح له من الذكاء التكنولوجي ما تفوقه به على الجميع، وعلى الجميع أن يسايره ونتخطى قصص النملة والصرصور والسندريلا".
وختم المتحدث مداخلته، بالتأكيد على أن الكاتب البارع، هو من يعرف كيف يصيغ نصا يتفاعل معه الطفل، الذي يبحث عن الجديد الذي يتلخص في المتعة، الدهشة، المغامرة، العجائبية وكذا الاختصار والخيال العلمي.
أما الكاتبة نورة أسيفال، فأكدت أن أدب الناشئة هو أدب قائم بذاته، يدرس في الجامعات كمقياس وتخصص على حدة، مشيرة إلى أن الكاتب لا بد أن ينطلق من الرغبة في منح القارئ الصغير المتعة، التي ستجعله يقبل على القراءة والمطالعة، وأضافت أن الأصل في الأدب الموجه للأطفال، هي القصص الشعبية النابعة من المخيال الجمعي والغنية بالرموز، قائلة "الطفل يستحق الأفضل في صناعة الكتاب، وليس مهما أن يمزقه أو يوسخه، ولكن أن يمسكه بين يديه".
فيما تحدثت التونسية أمينة النيفر عن تجربتها في أدب الطفل، من خلال دار النشر التي أسسها وتحمل اسم "منارات"، وقالت إن هدفها هو تقديم أبطال يشبهوننا وفق معالم خاصة، مبنية على التراث العربي الإسلامي الغني، وهي كتب واقعية وأبطال واقعيون، متوقفة عن قصة "وائل الدحدوح" الموجهة للأطفال. وسلطت الأديبة والناقدة جميلة زنير من جهتها، الضوء على مضامين النصوص الأدبية في المقررات المدرسية، من حيث ملاءمتها للقدرات الذهنية للتلاميذ.
من جهتها، أكدت الأديبة السورية روعة سنبل، ضرورة أن نكتب أدبا للأطفال وفق العصر الذي يعيشون فيه، فهم ليسوا أطفالا عاديين، لا يقبلون الحقائق، يواجهون ويجابهون، ويجب أن تمسهم الشخصيات الأدبية، فهم يحتاجون إلى الإبداع لا إلى الوعظ، الذي لا بد من استبداله بمفاهيم واقعية تتمحور حول الاحترام والثقة والمواطنة، وحتى الموت، فهم أصحاب وعي كبير ولديهم العالم بنقرة زر.