الناقد السينمائي المصري أمير أباظة لـ "المساء":

بروز سينما الأفكار، والأفلام التجارية في تراجع

 بروز سينما الأفكار، والأفلام التجارية في تراجع
  • القراءات: 689
حاورته: دليلة مالك حاورته: دليلة مالك
أكّد الناقد السينمائي المصري أمير أباظة ومدير مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط ورئيس اتّحاد نقّاد السينما في مصر، أنّ السينما العربية في مرحلة مخاض، لتظهر في شكل وأسلوب جديدين في المستقبل، يتميّز بطرح آراء والدفاع عن أفكار تخصّ الشباب صانعي الأفلام، مسجّلا في الوقت نفسه تراجع إنتاج الأفلام التجارية، ومؤكّدا أنّ ما هو قادم سيكون أفضل. كما تحدّث عن دور النقد، وكيفية تفعيله في ظلّ اتحاد الجمعيات السينمائية العربية، الذي يترأسه في هذا اللقاء الذي جمعه بـ"المساء".

كيف ترى مستقبل السينما العربية التي شقت لنفسها دربا مغايرا، خاصة بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي؟
—التطوّر التكنولوجي الحاصل يعطي إمكانية لأيّ شخص أن يصوّر بأيّة كاميرا هاتف نقّال، فيصوّر وينجز فيلما. أنا رأيت نماذج كثيرة من خلال زياراتي لمهرجانات عربية سينمائية، وكلّها تؤكّد أنّ هناك نهضة ستحدث، وهي قادمة، ربما ليس اليوم، لكن حاليا نحن في بداية المخاض لسينما تعبّر عن الشباب حاليا، فكلّ واحد ينجز فيلمه يعبّر عن مشكلته، وهي لا تخصّه فقط، بل تشمل عامة الناس، وأرى أنّ السينما التجارية تتراجع بشكل كبير جدا إلى حدّ القول إنّها لم تعد موجودة. وبعد مشاهدتي لمجموعة من الأفلام القصيرة وحتى الطويلة والوثائقية التي يخرجها الشباب، أستطيع القول إنّ المستقبل سيكون أفضل.

لكن لغة السينما وأسلوبها تغيّرا؟
لغة السينما يجب أن تتغيّر، وعلى اللغة أن تواكب عصرها، اليوم نحمل رأيا وفكرا وتوجّها مختلفا عن الجيل السابق، ولذلك يجب أن تختلف السينما الحالية عن سابقاتها، الآن هناك إنسان مختلف، ولا بد أن يجد ما يعبّر عن نفسه بسينمائه الخاصة، وأقصد بذلك أنّ الشخص أضحى اليوم يقوم بالتصوير والإنتاج وكتابة السيناريو والتركيب ويفعل كلّ شيء؛ فالفيلم القصير أو الفيلم الوثائقي يعبّر عن صانعه؛ سابقا كان الصانع ينتج فيلما تجاريا ليجني إيرادات مالية، والآن اختلفت الأمور.. كلّ المهرجانات العربية اليوم تساعد على التعبير عن أفكارنا، وقدّمت كُتّاب سيناريو جددا، وكان عندي في مهرجان الإسكندرية ورشة سيناريو وفي إطار الأيام السينمائية بالجزائر كذلك، وفي الأيام الماضية كنت في الرباط بالمغرب لتأطير ورشات في كتابة السيناريو.

حدّثنا عن اتّحاد الجمعيات السينمائية العربية الذي تترأسه؟
اتّحاد الجمعيات السينمائية العربية جاء بناء على نظرة موضوعية استقيتها من مشاركتي في العديد من المهرجانات، ورأيت أنّها تتعارض ولا يوجد تبادل في المصالح، ولا تبادل في الأفكار سواء في الأفلام أو الضيوف، وليس هناك تنسيق، فكان الهدف من إنشاء الاتّحاد إقامة هذا التنسيق.
ويضمّ في عضويته الأيام السينمائية بالجزائر، ومهرجان مسقط، ومهرجان الأقصر للسينما الأوروبية، ومهرجان تطوان وأيام الرباط. والتعاون سيكون حتما أكثر من رائع، والمنفعة ستعود على الجميع بعد أن تمرّ المرحلة الأولى؛ فالاتحاد أنشئ مؤخرا، وسيتم ضمه إلى الجامعة العربية، ونبدأ بإطلاق جائزة، ونبيّن أنّنا متوجّهون نحو دعم السينما العربية، وبدأنا عملنا بتأسيس جائزة الفيلم العربي في الرباط، التي قدّمناها في الجزائر في الأيام السينمائية، وفيه مشاريع كثيرة، منها مشروع مهرجان الفيلم العربي الذي يقام في القاهرة، وينتقل إلى العواصم الأخرى.

ما هو تصوّرك عن التكوين في النقد؟
أعتقد أنّه لا بدّ من منح فرص للشباب، ولا بد أن يأخذ النقّاد الكبار بيد الشباب، وعلى المهرجانات السينمائية إقامة ورشات للنقد والسيناريو، وهذا ما أقوم به في جمعية نقاد السينما في مصر، وأعتقد أن الجمعيات الثقافية لها دور كبير في ذلك.