منصة حسني عبيدي:

بروز وعي غربي جديد حول فلسطين

بروز وعي غربي جديد حول فلسطين
الدكتور حسني عبيدي، الأكاديمي والباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
  • 219
د. م د. م

في منصّة "فلسطين.. نحو وعي غربي جديد"، أكّد الدكتور حسني عبيدي، الأكاديمي والباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنّ فكرة زوال "الترامبية" برحيل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هي خطأ، لأنها مستمرة بأشكال مختلفة تعبّر عن نزعة شعبوية متجذّرة في المجتمع الأمريكي، حيث يفضّل المواطنون هناك زعيماً قوياً يركّز على مصالحهم الداخلية. وأوضح أن سياسات ترامب، مثل تعطيل ميزانية الإغاثة الإنسانية والانسحاب من معاهدات دولية، كانت انعكاساً لهذا التوجّه.

أشار عبيدي خلال المنصة المنظّمة، أوّل أمس، ضمن البرنامج الثقافي المرافق للصالون الدولي للكتاب، إلى أنّ القضية الفلسطينية أحدثت تحوّلاً عميقاً في مفهوم حقوق الإنسان، بعدما كشفت تناقض مواقف الدول الكبرى التي تتغنّى بالإنسانية، في حين تتغاضى عن الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين. غير أنّه بالمقابل، ظهرت صحوة ضمير عالمية، خاصة في أوساط الشباب الغربي الذي بدأ يرفض الرواية الإسرائيلية المهيمنة على الإعلام. فصور الدمار والمعاناة القادمة من غزّة أعادت الحياة إلى ضمير إنساني كاد أن يختفي، ودفعت طلبة الجامعات إلى ممارسة الضغط على إداراتهم لقطع العلاقات مع إسرائيل، مثلما حدث في جامعة جنيف.

أكد عبيدي أيضا أنّ الوعي الإنساني والضمير الأخلاقي يشكّلان أساس "النموذج الغربي الجديد" الذي يقوم على التمييز بين العدل والظلم، مشيراً إلى أنّ كلّ من يمتلك ذرّة من الإنسانية لا بدّ أن يقف إلى جانب الحق الفلسطيني. كما أثنى على الحراك الشبابي الغربي المتصاعد، معتبراً أنّ الطلبة المتظاهرين اليوم هم قادة الغد وصنّاع القرار المستقبليون، وأنّ هذا الوعي الناشئ يثير قلق إسرائيل التي تخشى وصوله إلى دوائر صنع القرار السياسي في الدول الداعمة لها.

أوضح عبيدي أنّ الشباب الغربي بات قادراً على التأثير في الأحزاب السياسية، لأنّ الساسة يدركون أنّ تجاهل مواقفهم قد يكلّفهم خسارة الانتخابات، ما يعيد التوازن إلى النقاش العام حول القضية الفلسطينية. كما شدّد على أنّ الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدّمتها فلسطين، هو حماية للديمقراطية الغربية نفسها من التآكل تحت وطأة القمع والعقوبات على حرية التعبير.

في ختام مداخلته، أكّد الدكتور حسني عبيدي أنّ المقاومة الفلسطينية أعادت القضية إلى واجهة الأحداث الدولية، مشيراً إلى أنّ حركة "حماس" أصبحت رقماً أساسياً لا يمكن تجاوزه في أيّ تسوية، رغم محاولات تهميشها. كما أشار إلى أنّ أغلب الدول العربية لا تتبنّى مبدأ "ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ إلاّ بالقوة"، وهو ما جعلها عاجزة حتى عن إيصال المساعدات لغزة، مؤكّداً أنّ الصمود الفلسطيني يظلّ السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال.