بمناسبة صالون الجزائر الدوليّ للكتاب
إصداران جديدان لـ"أناب"
- 355
صدر عن المؤسّسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، كتابان جديدان بمناسبة تنظيم الطبعة السابعة والعشرين للصالون الدولي للكتاب، من السادس إلى السادس عشر نوفمبر الجاري بقصر المعارض.
الإصدار الأوّل للمختصة في الطبخ ياسمينة سلام بعنوان "الكسكس. جذور وألوان الجزائر". جاء في ملخّصه: "مَن منا لا يعرف الكسكس؟ " تحت مسمياته المختلفة: سيكسو، وكوسكسي، وأسيكسو، وطعام، وبربوشة أو عيش، وبأشكاله وألوانه المتعدّدة مع اللحم والخضار، بالصلصة البيضاء أو الحمراء، أو حتى دون صلصة؛ إنه موجود في قائمة جميع العائلات؛ باعتبار أنّه طبق يومي، يُطبخ في جميع المناسبات السعيدة والحزينة.
وهكذا تقدّم ياسمينة سلام في كتابها الجديد، توضيحات عديدة، وإجابات عن أسئلة تتعلّق بأصل الكسكس، وتاريخ تطوّره، بالإضافة إلى نشرها عددا لا يُحصى من الوصفات المستقاة من جميع أنحاء البلاد؛ لإسعاد جميع الأذواق. ومن خلال الصفحات الجميلة لهذا الإصدار، نكتشف الأبعاد الاجتماعية والثقافية والصوفية لهذا الطبق، الذي تم صقله وإثراؤه عبر العصور. كما إنّه موجود في كلّ قطعة أرض في الجزائر؛ فهو مليء بالجواهر، والعطور، والنكهات.
كما تخبرنا المؤلفة بتاريخ هذا الطبق في العصور القديمة، إلى حين تسجيله من قبل اليونسكو، في 2020؛ كتراث غير مادي للإنسانية، وهو الأوّل من نوعه على نطاق عالمي؛ ما سمح له بعبور الحدود والمحيطات لغزو العالم.
أما الكتاب الثاني فهو لكريمة آيت دحمان والموسوم بـ "جرائم حرب فرنسا بالجزائر "(1830-1847). ورد في غلافه الرابع أنّ فرنسا استعمرت الجزائر، وفي جعبتها مخطّطات دموية، وهكذا فمنذ السنوات الأولى لاستعمار الجزائر (1830-1847)، كلّفت فرنسا مجرمي حرب حقيقيين، مدعومين بمنظّري التهجير، لإقامة الاستعمار الاستيطاني.
أما بالنسبة للحجة، فقد استمدها الجيش من نظريات علماء الإثنوغرافيا، والاجتماع، والأنثروبولوجيا، ورجال الكنيسة، والجغرافيين العاملين في خدمة الجيش. إثر ذلك، قام جيش الاحتلال بمذابح لقبائل كاملة، وحرق ومصادرة الأراضي الخصبة، والترحيل الجماعي للسكان، واختطاف النساء واغتصابهن، واختطاف الأطفال الذين تم استخدامهم كرهائن، والغارات.
كما تم تقديم هذه الجرائم الشنيعة كمآثر أسلحة جُمعت في كتابات من قبل نفس الأشخاص الذين ارتكبوا تلك الجرائم باسم فرنسا الاستعمارية، والذين نُصبت لهم التماثيل، ومُنحوا الميداليات، ورُفعت رتبهم.