بعد سنوات من التهميش والاعتداءات
"بورتيس ماغينوس" ضمن التراث المحمي بوهران
- 1092
بعد سنوات من التهميش واللامبالاة، صادق المجلس الشعبي الولائي لولاية وهران على مداولة خاصة لتصنيف الموقع الأثري والتاريخي بورتيس ماغينوس ضمن الثراث المحمي لولاية وهران بعد أن طال الموقع عدة لسرقات واعتداءات تعرض لها الموقع الأثري طيلة سنوات بفعل غياب الحراسة والتكفّل بالموقع.
قررت لجنة الشؤون الاجتماعية والثقافة، الرياضة والشؤون الدينية والوقف التابعة للمجلس الشعبي الولائي لوهران إدراج تصنيف موقع بورتيس ماغينوس ضمن الثراث المحمي لولاية وهران من خلال مداولة خاصة في إطار جلسات الدورة الثانية العادية للمجلس الشعبي الولائية لوهران، وذلك بعد سلسلة خرجات ميدانية ودراسات كانت قد أطلقتها مصالح مديرية الثقافة لولاية وهران بالتنسيق مع مؤرخين وباحثين جامعيين وتم خلالها الوقوف على الموقع الذي يعاني جراء سنوات من التهميش واللامبالاة التي طالته وكانت مديرية الثقافة لولاية وهران قد أطلقت دراسة تقنية خاصة بالموقع الذي سيتم تسييجه بالكامل لإعادة الاعتبار له في وقت سيساهم تصنيفه ضمن الأملاك المحمية بولاية وهران من الاستفادة من برامج دعم مالي خاصة من الولاية والوزارة في انتظار تصنيفه ضمن التراث الوطني ومنه التراث العالمي حيث سيتم إعادة الاعتبار للموقع بالكامل.
ويعد الموقع الأثري بورتيس ماغينوس قرية ميناء رومانية تقع ببلدية بطيوة بوهران على بعد 40 كيلومترا شرقا وتم تشييدها بين القرن الثاني والثالث ميلادي وتقع القرية القديمة الرومانية على مساحة محيط 36 هكتارا، منها 10 هكتارات بنايات قديمة ما يجعلها بحاجة لتمويل خاص من ميزانية الولاية والوزارة للحفاظ عليها وإعادة الاعتبار لها، ويحتوي الموقع الأثري "بورتيس ماغينوس" على العديد من الآثار التي تتطلّب التنقيب من قبل علماء الآثار الجزائريين والأجانب خاصة ما تعلق بالنقوش الأثرية التي لا زالت مدفونة تحت ركام من الأتربة وكذا معالم أخرى لا زالت غير مكتشفة والمنتشرة على مساحة 10 كلم مربع من المدينة الرومانية القديمة.
وكان المتحف الوطني "أحمد زبانة" وهران قد استفاد من مجموعات قيمة من الفسيفساء والفخار والنقود وغيرها من الأشياء من هذه المدينة القديمة التي لا تمثّل شيئا حسب المتتبعين والدارسين للمنطقة مقارنة بما يمكن أن تحويه المنطقة الأثرية التي تبقى بحاجة لحفريات دقيقة وعلمية يقوم بها مختصون، للكشف عن التاريخ الضائع للمنطقة الذي لا يعرفه الكثيرون.
وتؤكد عملية بحث بسيطة عبر الانترنت عدم وجود دراسات حول الموقع أو حفريات حديثة كشفت عن تاريخ المنطقة المنسية والتي تعد صرحا معماريا وتاريخا وسياحيا هاما بالمنطقة.
للإشارة، لم يتم جرد الموقع منذ سنوات، ما يرجّح وقوعه ضحية اعتداءات أو سرقات كانت قد طالته في غياب إحصاء دقيق لأهم المعالم والآثار، ما عدا بعض المواقع التي تمت حراستها واسترجاع بعض النقوش والأدوات الفخارية منها، والتي جمعت ضمن موقع واحد، فيما بقيت بعض المخلفات العمرانية في العراء، في انتظار رد الاعتبار لها والعمل على إعادتها، لتكون موقعا سياحيا لاستقبال المواطنين من داخل وخارج الوطن.
❊رضوان. ق