الجزائر تسعى لخلق سوق في القارة... بللو:

تأسيس متحف إفريقي للفنون التشكيلية والبصرية

تأسيس متحف إفريقي للفنون التشكيلية والبصرية
  • 198
دليلة مالك دليلة مالك

اختُتمت الإقامة الفنية الإفريقية، مساء أوّل أمس، بالمتحف الكبير لإفريقيا (فيلا بولكين) في قلب الجزائر العاصمة، حيث اجتمع الفنانون تحت سقف واحد، وجمعتهم لغة الريشة واللون، في لحظة فنية تجاوزت الحدود الجغرافية، واختزلت روح القارة.

الإقامة التي نظّمتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي منذ 15 أوت الماضي، شهدت مشاركة فنانين من الكاميرون، والسنغال، والصحراء الغربية وموريتانيا، وامتدّت على مدار شهر كامل من التبادل والتجريب، قبل أن تتوّج بمعرض جماعي يفتح أبوابه للجمهور إلى غاية 15 سبتمبر الجاري.

وفي اختتام هذه التظاهرة الفنية، كشف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، خلال تصريح للصحافة الوطنية على هامش الحدث، عن التوجّه نحو تأسيس متحف إفريقي للفنون التشكيلية والبصرية، ليكون فضاءً قارياً يحتضن إبداعات فناني إفريقيا، ويُعلي صوتهم الفني في المحافل الدولية. وقال: "نحن اليوم لا نكتفي بالاحتفاء بالفن، بل نبني له بيتاً دائماً في قلب إفريقيا، من الجزائر. نريد لهذا المتحف أن يكون منارة تُضيء دروب الفنانين الأفارقة، ونافذة تطلّ على تراثهم البصري المعاصر" . وشدّد على أنّ "المشروع يُعدّ امتداداً طبيعياً لدور الجزائر التاريخي في دعم القضايا الإفريقية، لكن هذه المرة من بوابة الفن والإبداع".

الإقامات الفنية التي أعلن عن تنظيم دورتين منها قبل نهاية السنة الجارية وثالثة مطلع العام المقبل، ستكون بمثابة "المواد الأوّلية" التي سيُبنى بها المتحف، كروح نابضة بالحياة الإفريقية، ورؤية تتجاوز العرض نحو الحوار، والتفاعل، والتوثيق. ومن قلب هذا المشروع تسعى الجزائر، أيضاً، إلى خلق سوق إفريقية للفن التشكيلي، تربط الفنانين برجال الأعمال، والمهتمين، والمقتنين، وتضع الجزائر كمنصة لبيع وترويج الأعمال الفنية، وهو رهان كبير يتطلّب احتكاكاً مباشراً بين الفن والاقتصاد، وبين الإبداع وآليات تسويقه.

ووفقا للوزير، فإنّ الجزائر وهي تقود هذا المسار الثقافي الجديد، لا تنطلق فقط من مكانتها الجيو-سياسية، بل من وعيها العميق بأنّ الفن هو أبلغ وسيلة للربط بين الشعوب، وتثبيت قيم السلم، والحوار، والاعتراف المتبادَل. والمتاحف حين تحتضن هذا الفن، لا تكون مجرّد فضاءات للعرض، بل منابر للتلاقي، وأرشيفاً حياً لذاكرة قارة بأكملها.

وفي هذا السياق، شكّل المعرض الختامي للإقامة مرآة عاكسة لهذا التوجّه، حيث احتضن أعمالاً مشبّعة بهموم القارة، وتطلّعات شبابها، وإرثها الطبيعي والثقافي، في لغة فنية موحّدة رغم تعدّد الألوان والخلفيات. الفنانون المشاركون لم يكونوا مجرّد ضيوف، بل حملة رسائل، ومبدعين ملتزمين بقضاياهم، جعلوا من الريشة أداة للنضال والجمال في آن واحد.