الأيام الوطنية "لباسي ذاكرتي وثقافتي"
تحضير ملفات لتصنيف اللباس التقليدي
- 1605
بعد تأجيلها بأسبوع "نظرا لظروف تقنية وتنظيمية متعلقة بالسير الحسن للتظاهرة في ظل الظروف الصحية الراهنة"، انطلقت الأيام الوطنية للباس الجزائري" الموسومة بـ "لباسي ذاكرتي وثقافتي" أول أمس، في إطار شهر التراث غير المادي، حيث أكدت وزيرة الثقافة والفنون تحضير مراكز البحوث والدراسات لملفات قطع من هذا اللباس التقليدي؛ بهدف تصنيفه من قبل اليونسكو ضمن التراث العالمي.
هذه الفعالية الثقافية التي تتواصل إلى غاية الأسبوع الأول من سبتمبر القادم، "تسعى إلى المحافظة على التراث غير المادي في الجزائر، ورفع تحديات الجهود التي بُذلت منذ 2003 في هذا الحقل، وإثراء ما تم إنجازه، وذلك بإسهام من المختصين والحرفيين والجمعيات الفاعلة في الميدان".
وبالمناسبة، أبرزت وزيرة الثقافة والفنون في كلمة الافتتاح، أهمية اللباس الأصيل؛ هذا الموروث الثقافي الذي "هو جزء مهم من هويتنا". وأضافت أن هذا الموروث الثقافي الذي نحتفي به من خلال هذه التظاهرة، "غني ومتنوع، ويمكن من خلاله معرفة الكثير عن الحياة الاجتماعية للمنطقة التي يمثلها". واغتنمت بن دودة الفرصة لدعوة الباحثين والمؤرخين إلى الاهتمام أكثر بدراسات تطور هذا اللباس عبر العصور، مؤكدة أن مثل هذه التظاهرة "فرصة لإبراز هذا الإرث والحفاظ عليه، والعمل من أجل تطويره وإيصاله إلى العالمية".
ويشمل المعرض المخصص للباس الجزائري الأصيل، مجموعة من الأزياء العريقة التي تمثل مختلف مناطق البلاد؛ بدءا بـ "الكاراكو العاصمي"، ومرورا بـ "الشدة التلمسانية" و«الجبة القبائلية" و«البلوزة الوهرنية". كما احتضنت أجنحة المعرض الذي بدا كفسيفساء غنية بالألوان والأشكال المتنوعة التي زادتها رونقا الحلي الفضية والذهبية التي زينت المعروضات، نماذج للباس النساء وأيضا لباس الرجال، مثل الملحفة والبرنوس بمختلف تنوعاتهما، وكذا نماذج من الأزياء الشاوية، ولباس المرأة النايلية الجميل إلى جانب لباس النساء الترقيات.
وقدمت الكثير من العارضات نماذج قديمة توارثتها الأجيال مثل القندورة القسنطينية. كما حضرت مناطق أخرى بأزياء عريقة كلباس المرأة الغرداوية وأيضا الترقية. وتُعتبر هذه النماذج تحفا فنية ذات قيمة كبيرة، منها كاراكو عاصمي يعود لأكثر من 300 سنة، وجبة فرقاني تعود إلى بداية خمسينيات القرن الماضي، طرزها المطرب الكبير الراحل الحاج محمد الطاهر الفرقاني.
ويشمل برنامج التظاهرة محاضرات افتراضية أسبوعية حول موضوع التراث الثقافي غير المادي، ومهرجانا ثقافيا للباس الجزائري بعنوان "في ذاكرة اللباس الجزائري". كما تنظم على هامش المهرجان، مسابقتان حول "أقدم لباس تقليدي عائلي"، وموضوع "تحديث اللباس التقليدي"، إلى جانب إطلاق بطاقات لتوصيف اللباس الجزائري وجرده، وذلك عبر مديريات الثقافة بكل الولايات. ويشمل أيضا البرنامج ندوات تلفزيونية حول اللباس التقليدي في الجزائر؛ بغرض إماطة اللثام عن الإجراءات المتخذة في ملف تسجيل عنصر تراثي جزائري؛ باعتباره تراثا إنسانيا لدى اليونسكو، إلى جانب مواضيع أخرى في هذا الشأن بمشاركة الجمعيات الثقافية الفاعلة في المجال، والمختصين والتشكيليين والمحترفين.
للإشارة، حضر حفل تدشين التظاهرة السادة عبد الحفيظ علاهم مستشار برئاسة الجمهورية، وعبد المجيد شيخي المدير العام للأرشيف الوطني ومستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بالأرشيف الوطني وملف الذاكرة، ونزيه برمضان مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج، وعدد من أعضاء الحكومة.