‘’الجزائر المحمية بالله" في قصر "رياس البحر"

تحف نادرة تُعرّف بتاريخ المحروسة

تحف نادرة تُعرّف بتاريخ المحروسة
  • 1623
لطيفة داريب لطيفة داريب

مخطوطات نادرة تعرض بقصر "رياس البحر" لأول مرة، في مقدمتها الديوان الخاص لعبد الرحمن الثعالبي، في معرض من تنظيم مؤسسة العدلانية رفقة ولاية الجزائر، بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال والشباب. يدوم إلى غاية الثالث من أوت المقبل.

 

فرصة جميلة لكل من يعشق العاصمة وتاريخها الأزلي ويريد اكتشاف خباياها، أن يزور معرض "الجزائر المحمية بالله" الذي يحتضنه قصر "رياس البحر"، وبهذه المناسبة، تعرض به مخطوطات نادرة مثل الديوان الخاص لعبد الرحمن الثعالبي بعنوان: "رياض الصالحين وتحفة المنتقين"، الذي لا يوجد مثيله إلا في قنيطرة، كما تعرض لوحات تشكيلية لفنانين معروفين عشقوا "المحروسة""، إضافة إلى ملصقات تحكي تاريخ العاصمة والتأثيرات الناجمة عن مرور أكثر من حضارة عليها. وافتتح والي العاصمة عبد القادر زوخ هذا المعرض يوم الخامس من جويلية، وقال إن المشرف على هذه الفعاليات، خالد بن تونس، شرع في التحضير للمعرض منذ سنة كاملة، وهو يقدم لنا كنوز العاصمة على طبق من ذهب. مضيفا أنه من الواجب أرشفة كل هذا الرصيد حتى لا يضيع منا ويستفيد منه الشباب والباحثون على حد السواء.

من جهته، اعتبر بن تونس أن الجزائر لها مجد كبير وتاريخ عريق، كما كانت تملك أكبر أسطول بحري في المتوسط، وكان لها أن تقارن نفسها بالدول الكبيرة، لينوه بمخطوط الثعالبي النادر، الذي كان حامي العاصمة ومن أبرز علمائها.

وهكذا سيسمح لزائر المعرض بالتعرف على خبايا البهجة وحتى التنقل إلى محطاتها التاريخية، من خلال الكم الهائل من المعلومات التي يجدها في هذه الفعاليات، وأبعد من ذلك، يمكن أن يتخيل نفسه في ذلك الزمن البعيد، حيث كانت المحروسة في قمة عطائها وجمالها.

ها هو صحن مزين بزخرفة جزائرية محضة من القرن السابع عشر، أما عن البلاطات الخزفية "تيزنيك"، فقد وضعت في لوحات معلقة في الجدار. صندوق المجوهرات بدوره حاضر في هذا المعرض، مثله مثل حارق العطور.

للوحات أيضا نصيب في هذا المعرض، مثل لوحة "منظر الجزائر العاصمة" و«إبريقين" و«عصفورا الجنة"، إضافة إلى لوحات وقعها فنانون كبار مثل محمد تمام، ألبار لوبورج، جورج أنتوان روشغروس، خوسيف سانتيس وسانيز غرانادوس فرانشيسكو، الذين انبهروا بجمال المحروسة ورسموها بكل حب وإحساس كبيرين. علاوة على لوحات تضم صورا فوتوغرافية حول مناظر طبيعية، مثل الأشجار التي تقع في حديقة الحامة وكذا رسومات تكشف عادات النساء في الجلوس معا والتندر.

كما شهد فحص مدينة الجزائر أيضا مكانة في المعرض من خلال لوحات تعّرف به، والفحص لفظ تاريخي يقصد به ما جاور مدينة الجزائر مثل تين زبوجة، بئر خادم، تقصراين، بئر مراد رايس، بوزريعة، بني مسوس، الأبيار، القبة والحامة إلى غاية بداية سهل متيجة. وكانت إقامة لنبلاء الجزائر العاصمة وسرعان ما تحوّلت إلى ممتلكات فلاحية ومنازل للمتعة والترفيه. كما بنيت في الفحص قصور وإقامات غنية من حيث الموارد المائية، خاصة ينابيع، أبيار، قنوات، معالم أثرية وغيرها.

أما عن حدائق العاصمة الخاصة، فما أكثرها وما أجملها، فكانت ملاذ كل من يبحث عن السكينة ويرتاح من صخب المدينة، أما عن دورها فكم هي منسقة ومبنية بشكل لا يمكن أن نجده إلا في البهجة.

في المقابل، أبرز بن تونس، الجانب الاجتماعي للمحروسة من خلال لوحات وأوان منزلية وأخرى متعلقة بغرفة الاستقبال المزخرفة بشكل رائع من توقيع الفنان بنيكوس منير.

كما شهد المعرض عرض لافتات كبيرة، تحكي عن تاريخ الجزائر منذ الفترات الفينيقية واليونانية والإغريقية والقرطاجي والرومانية والبيزنطية والبربرية والإسلامية، إلى غاية الاستقلال، تحمل العناوين الآتية: الإخوة بربروس، الغزوات، المدينة التاريخية، المساكن الحضرية، القصبة، جزائر مزغنة، قدوم الإسلام، بيزنطة والفندال، المرحلة الرومانية، المرحلة الفينيقية، ميناء الجزائر، المهن القديمة، الينابيع، سيدي عبد الرحمن، أماكن العبادة، الضواحي، غزو الجزائر العاصمة، الحياة الاجتماعية، الاستقلال وغيرها.