الجمهور يملأ أوبرا الجزائر في مهرجان الجزائر للضحك

تحية خاصة للبطلة إيمان خليف أيقونة النساء القويات

تحية خاصة للبطلة إيمان خليف أيقونة النساء القويات
  • 220
دليلة مالك دليلة مالك

انطلقت فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الجزائر للضحك، في أجواء احتفالية امتزج فيها الفن بالوطنية، سهرة أول أمس الخميس، بأوبرا "بوعلام بسايح" في الجزائر العاصمة، بحضور 1400 متفرج، حيث افتُتح الحدث بتحية مؤثرة ومعبرة، موجهة إلى الوفد الرياضي الجزائري المشارك في أولمبياد باريس 2024، تقديرا للجهود التي بذلها أبطال الجزائر في مختلف التخصصات، لرفع راية الوطن عاليا في المحافل الدولية.

خص المنظمون، "بروشينج إيفنتس"، الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بتحية تضامن قوية، تعبيرا عن الدعم المطلق لها في وجه كل العراقيل التي واجهتها، مؤكدين أن ما تمثله من إرادة وشجاعة، يعكس صورة المرأة الجزائرية التي "تتجاوز كل التوقعات، وتُثبت في كل مرة، أن نساء الجزائر أقوى مما يتخيله العالم". كانت هذه اللحظة، التي امتزج فيها التصفيق بالاعتزاز، بمثابة انطلاقة رمزية للمهرجان، تربط بين قوة الضحك وقوة الموقف، في رسالة تؤكد أن الفن لا ينفصل عن قضايا الإنسان والمجتمع.

تبعه دخول خالد بن عيسى إلى المسرح، ليتحدث هو أيضا عن مشاركته في مراطون الأولمبياد، ضمنها رسالة ترويجية، لأنه سيكون، سهرة اليوم السبت، في ختام مهرجان الجزائر للضحك بالمسرح الوطني الجزائري "محي الدين بشطارزي"، في أول تجربة له للكوميدي ستاند آب.

سهرة افتتاح كانت مميزة، جمعت على الخشبة مجموعة من نجوم الكوميديا من داخل الجزائر وخارجها، في عرض تمزج فيه الفكاهة بالتعبير عن هموم الواقع الجزائري وتنوعه الثقافي.

قاد السهرة، الفنان فريد شماخ، الذي افتتح الأمسية بتحية مؤثرة، وجهها إلى الوفد الرياضي الجزائري المشارك في أولمبياد باريس 2024، معبرًا عن تضامنه المطلق مع الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي كانت مؤخرا، محل جدل واسع. وبتعبير ساخر وحنون في آن واحد، قال شماخ أمام تصفيقات الجمهور "العالم لا يزال يجهل القوة الحقيقية للمرأة الجزائرية… لكن هي قادمة بقوة أكبر"، في إشارة رمزية إلى عزيمة النساء الجزائريات في مختلف المجالات، سواء في الحلبة أو على ركح الحياة.

شهدت السهرة مشاركة فنية متنوعة، افتتحها معاذ بن ناصر، أحد أعضاء فرقة "الجزائر للضحك" القادم من باتنة، الذي قدم عرضا فكاهيا، تطرق فيه إلى الحياة الاجتماعية في الأعراس الشاوية، والنتائج المدرسية، وتوتر العلاقات بين الأولياء والأبناء. الفنان الشاب عبر عن سعادته بالصعود لأول مرة على ركح الأوبرا، معتبرًا إياها لحظة استثنائية في مسيرته الفنية، مؤكدا حرصه على توجيه عروضه إلى جمهور واسع، يجمع بين الشباب والعائلات.

أما يونس حنيفي، فقدم عرضًا مفعمًا بالنقد المرح للحياة اليومية والعلاقات العائلية، وهي مشاركته الأولى في الجزائر بعد نشاطه خارج الوطن، حيث أبدى تفاعلًا كبيرا مع الجمهور، الذي تجاوب مع أسلوبه العفوي والبسيط. تلاه فارس بركات، ابن مدينة عنابة، الذي أضحك الحاضرين بمواقف من الحياة الشعبية، وقصصه مع أحد المنتجين، ولم تخلُ مشاركته من لمسة خيالية مرحة حول "الأفتر بارتي"، ما أكسبه مزيدا من الثقة والارتياح على الركح.

الكوميديا النسائية كانت حاضرة، من خلال جاست إيناس، التي اعتلت الخشبة بطاقة إيجابية واضحة، وقدمت عرضًا ساخرًا جريئًا، تناولت فيه موضوعات تمس الحياة اليومية للمرأة الجزائرية والنوع الاجتماعي، مستخدمة مزيجًا ذكيًا من التهكم والصدق، عبرت إيناس عن فخرها الكبير بحضور المرأة على الركح، مشيرة إلى تنوع وغنى المشهد الكوميدي النسائي في الجزائر، داعية الجمهور لمزيد من الدعم للفنانات الشابات.واختتمت السهرة مع الفنان المخضرم عبد القادر السيكتور، الذي حافظ على أسلوبه الساخر الذكي في معالجة مواضيع الحياة اليومية، من مشاكل الزواج إلى رحلات العلاج والسياحة، مُطلقًا نكاته التي أشعلت القاعة بالضحك، ومنها قوله "زمان كنا نروحو لإسطنبول باش نزورو الجامع الأزرق، اليوم نرجعو بالبلاستر وزرع الشعر!".