صدور رواية ”البازار الأسود”
تراكمات من ماضي السود الأليم في فرنسا
- 1032
صدرت عن مكتبة ”آفاق للنشر والتوزيع” بالقاهرة، رواية ”البازار الأسود” للكاتب الفرنسي آلان مابانكو، ترجمة عادل أسعد الميري. هذه الرواية هي عن أحوال سود وعرب باريس، والسود هنا هم الذين جاؤوا من أفريقيا السوداء، التي هي هذا البازار الأسود، والمقصود بالكلمة، كل تلك الأشياء السوداء المبعثرة، المتراكمة داخل نفوس الأفريقيين السود، حتى ولو كانوا يعيشون حاليا في باريس.
يظل السواد متراكما داخل نفوس المهاجرين، بسبب ما تعرضوا له في السابق، حسب ما يرسم شخصياتهم الروائي الفرنسي الأفريقي آلان مابانكو، في هذه الرواية التي تعد من أشهر ما كتب.
آلان مابانكو من أشهر الكتاب الفرنسيين حاليا، وهو روائي وشاعر وكاتب صحفي وأكاديمي، ولد في بوانت نوار بجمهورية الكونغو، في الرابع والعشرين من شهر فيفري عام 1966، وقضى طفولته هناك.
سافر مابانكو إلى فرنسا بعمر الثانية والعشرين في منحة للدراسات العليا، وهو يقيم في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا الأمريكية منذ عام 2005، حيث يقوم بتدريس الأدب الفرنسي.
حصل آلان مابانكو على أكثر من عشر جوائز أدبية عالمية كبرى، منها جائزة رينودو الأدبية العريقة عام 2006، وهي جائزة فرنسية مرموقة تأسست عام 1926 من طرف مجموعة من النقاد والصحفيين الفرنسيين الكبار.
وصل هذا الكاتب إلى القائمة القصيرة لمان بوكر في 2015، وحائز وسام الشرف من الرئيس الفرنسي الأسبق، يكتب القصة القصيرة والشعر وصدرت له سلسلة من الدواوين: ”أسطورة التّيه، الأشجار أيضا تذرف الدمع، حين يعلن الدّيك عن فجر يوم جديد، نزف الحرية”.
على مستوى صياغة الرواية، تنفرد تجربة مابانكو في محاولته إنجاز أعمال رفيعة تبحث في قيمة السلام والمحبة الكونية، ومواضيع تنبذ العنصرية وخطاب الكراهية، ففي روايته زجاج مكسور، يرسم بلغة فرنسية بسيطة صورة واقعية شديدة الثراء مفعمة بالتفاصيل لأفريقيا وما لا يعرف عنها، أما روايته هذه ”البازار الأسود”، فيقدم من خلال فصولها للقارئ مجتمع المهاجرين الأفريقيين في باريس، وكيف يعيشون حياتين وربما ثلاث في وقت واحد، ممزقين بين ماضيهم وحاضرهم ومخاوفهم من المستقبل، والعنصرية اليومية والتمييز في التفاصيل وطريقة العيش والفرص، تحت مظلة عدالة مستحيلة، وهذه الثيمة تنطبق على معظم أعماله الروائية: ”الأزرق الأبيض الأحمر”، ”جنازة أمّي”، ”لأفريقي المختل”، ”العقل”، ”غدا سأكون في العشرين من عمري”، ”اللقالق لا تموت”، حيث سعى من خلالها إلى ترميم الهوية والثقافة الأفريقية وتشريعها، في ظلال قراءة معاصرة للتاريخ الاستعماري، والعمل بجد على استعادة التراث الثقافي الأفريقي، وفي هذا السياق يقول مابانكو: ”يطالب الأفارقة بكل بساطة بالاعتراف بأن الخيال العالمي يشمل أيضاً تلك العناصر الثقافية الأفريقية المنهوبة، وأنه على سبيل المثال، لم يكن للحركة السريالية أن تبرز لولا التصاق أولئك الرسامين بالفن الأفريقي، وإذا ذهبنا إلى أبعد من إعادة التراث الثقافي، المسألة المطروحة هي أهمية الاعتراف بإفريقيا كقوة فنية، لها أبعاد إنسانية”.