"المساء" تكشف عن مستقبل الفن الرابع بالبليدة

ترميم المسرح البلدي وتسليمه في غضون 36 شهرا

ترميم المسرح البلدي وتسليمه في غضون 36 شهرا
  • 644
لطيفة داريب لطيفة داريب

❊ ميزانية أولية بـ 42 مليار سنتيم لبناء مسرح جهويّ


هل ستبتسم البليدة أخيرا مسرحا؟ هل سيُبنى مسرحها ولو في بوينان؟ وسيفتح مسرحها البلدي "الكابيتول" سابقا ومحمد توري حاليا، أبوابه في زمن قريب؟ هل ستجد فرقها المسرحية ضالتها في فضاء يخصَّص للفن الرابع بدلا من اللجوء إلى ولايات أخرى، أو إلى قاعات غير مخصصة لاحتضان المسرحيات بمدينة الورود؟ أسئلة طرحناها على مدير الثقافة بالبليدة عمر مانع، ورئيس اللجنة الثقافية ببلدية البليدة جمال بومعزة، ورئيس جمعية "زهرة اليوم "عبد النور مراح، فكان هذا الموضوع.
عمر مانع: إنجاز مسرح للبليدة ودار للثقافة أيضا

قال مدير الثقافة لولاية البليدة عمر مانع، إن الميزانية الأولية لبناء مسرح جهوي للبليدة في بوينان، تقدّر بـ 42 مليار سنتيم، مضيفا أن المديرية تحت لواء وزارة الثقافة والفنون، طلبت من وزارة المالية عام 2023، تجسيد هذا المشروع الذي تم الموافقة على إنجازه بعد تخصيص أرضية له ببوينان.
وأردف مانع: " يُنتظر رفع التجميد عن هذا المشروع؛ حتى يتم تسجيله في مديرية التخطيط لوزارة المالية، ومن ثم تحقيقه على أرض الواقع دراسةً فإنجازاً، ليكون للبليدة مسرحها الجهوي ". وبالمقابل، كشف عن تخصيص والي البليدة أرضية في وسط المدينة، لبناء دار الثقافة. وفي هذا السياق، تحدّث عن البناية التي تقع في باب الدزاير، والتي سبق أن تطرق لها رئيس اللجنة الثقافية لبلدية البليدة ورئيس جمعية "زهرة اليوم" في حديثهما إلـى "المساء"، وقال إنها لم تخصَّص لاحتضان العروض المسرحية، وإنما كانت تمثل مشروع بناء دار الثقافة، إلاّ أن وزارة الثقافة والفنون تنازلت عنها بعد قرار لجنتها، الذي نص على عدم ملاءمة هذا المبنى مع المشروع.

رئيس اللجنة الثقافية ببلدية البليدة جمال بومعزة: عام ونصف وتنتهي أشغال ترميم مسرح "توري"

كشف رئيس اللجنة الثقافية ببلدية البليدة جمال بومعزة، لـ"المساء" ، عن تاريخ الانتهاء من ترميم المسرح البلدي "محمد توري" "الكابيتول سابقا"، في غضون عام ونصف عام على أكثر تقدير. كما تطرق في حديثه مع "المساء"، لخلفيات عملية الترميم، والصعوبات التي واجهتها.
وقال السيد بومعزة إن المسرح البلدي "محمد توري" الذي كان يسمى في الماضي بـ "الكابيتول" ، كان، بالفعل، رمزا ثقافيا كبيرا لولاية البليدة. وأضاف أن محيي الدين بشطارزي كان ينصح كل من يريد تنظيم جولة لمسرحيته، أن يعرضها أوّلا، بـ«الكابيتول" . وإذا حققت نجاحا فيمكنه، بسهولة، عرضها في أيِّ ولاية شاء.
ويرى بومعزة أن جمهور البليدة ذواق للفن الرابع، ولهذا تقوم سلطات البليدة بمجهودات جبارة لكي تنهي أشغال الترميم القائمة على مسرح "محمد توري" التي بدأت عام 2016 ، ووصلت إلى حالة معقدة بفعل عدم تخصص الذين شرعوا في عملية ترميم المَعلم، خاصة أنهم قاموا في بداية الأشغال، بنزع السقف، لتتعرض القاعة لخراب كبير، خاصة بعد تعرّضها
للأمطار.
وأشار المتحدث إلى اتخاذ كل إجراء إداري يخص عملية الترميم وإعادة التهيئة إلى وقت معتبر، طبقا لقانون الصفقات العمومية، علاوة على الصعوبات الجمّة التي وجدها مكتب الدراسات المخولة له عملية الترميم، خاصة بعد نزع السقف، والتي أجبرته، مثلا، على تغيير مسار قنوات الصرف الصحي، إلى جانب سقوط التراب المتواصل من الجدران المهترئة؛ ما أجبره على إضافة أشغال أخرى لم تكن في الحسبان أو بما يسمى بـ"الملاحق"، التي تتضمن مصاريف زائدة، من الضروري مصاحبتها بتقارير رسمية لتبريرها.
وتابع محدّث "المساء" أنه تم رفض الملحق الأول من مجلس البلدية آنذاك، ليَلقى قبولا بصعوبة من المجلس الثاني للبلدية، قبل عهدة المجلس الحالي، الذي حينما بدأ في مهامه وجد نفسه أمام ملحق ثان لم يتم قبوله من المسؤولين السابقين، ليقرر تمريره في دورته في شهر مارس؛ حيث تم المصادقة عليه من طرف أعضاء المجلس، فالوصاية، ليصل إلى لجنة الصفقات العمومية المشكّلة من أعضاء من المجلس الشعبي البلدي وأعضاء خارجيين؛ مثل المراقب المالي، ومراقب ميزانية البلدية، ليتم المصادقة عليه في 21 أفريل الماضي لكن بتحفُّظ.
وأكد بومعزة أن القضية ليست سهلة، وأن التحفظ عليه "مفهوم"؛ لأنه متعلق بملف كان تحت أيدي مسؤولين سابقين؛ لهذا طلبت لجنة الصفقات توفير تقرير تقني أكثر تفصيلا؛ حتى يرفع التحفظ.
وهكذا قدّمت الجهة المتعاقدة "البلدية" مع مكتب الدراسات المعني بالمشروع، تقريرا مفصلا قُدّم للجنة الصفقات التي قبلته. وتم رفع التحفظات، وبداية الأشغال على مستوى مسرح "توري".
أما عن قضية التجهيزات فأكد بومعزة أنها تعرف تقدما كبيرا؛ حيث تم طرح البرامج الخاصة بها أمام البلدية، واختيار الموكلين بكل جهاز؛ كالإنارة، والكراسي، والصوت وغيرها، بعد الإعلان عن المشروع في الصحافة. وتابع أن الأشغال على مستوى التجهيزات انطلقت في مجال التبريد والكهرباء. وستعقبها أشغال أخرى متعلقة بالصوت، ومن ثم توفير الكراسي المناسبة.
وكشف جمال بومعزة لـ"المساء" عن الانتهاء من عملية ترميم المسرح البلدي "محمد توري" لولاية البليدة، وتجهيزه في غضون عام ونصف عام كأكثر تقدير في حال عدم إيجاد صعوبات أخرى، وكذا سير الأمور الإدارية بشكل عادي، خاصة أن قانون الصفقات العمومية المعدّل، أصبح أكثر مرونة في أمور، وأكثر صعوبة في أمور أخرى.
ونوّه المتحدث بالعمل الجبار للمجلس الشعبي البلدي تجاه مسرح "محمد توري" ؛ حيث تم المصادقة على الملحق الأول، وتمرير الملحق الثاني، وتوفير الأجهزة. كما يلجأ دائما إلى الوصاية حينما تعترضه مشاكل تقنية، ليشكر والي البليدة على اهتمامه بحال مسرح "توري"، خاصة من ناحية التجهيز.
كما كشف عن ميزانية عمليتي الملحق الثاني والتجهيز؛ إذ تجاوزت مصاريف الملحق الثاني 800 مليون سنتيم، في حين تجاوزت الميزانية المتعلقة بالتجهيزات، قيمة 6 ملايير سنتيم، علما أن تمويل عملية الترميم تشترك فيها مصالح بلدية البليدة والولاية.
وبالمقابل، يعمل جمال بومعزة على تقديم خبرته في تزويد المسرح بتجهيزات مناسبة، خاصة أنه اشتغل سابقا، كرئيس المصلحة التقنية بالمركز الوطني للسينما والسمعي البصري. كما يدرك، حسب تصريحه لـ"المساء"، التطور الرهيب الذي يشهده عالم التقنيات، ووجوب مواكبته، وهكذا تم تخصيص في قاعة المسرح التي تضم حوالي 500 مقعد، أماكن خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.
وأكد جمال بومعزة استحقاق البليدة مسرحا بأحسن حلّة، وبأحدث التجهيزات، خاصة أن هذا الصرح يحمل اسم "محمد توري" ، ليتحسّر محدثنا عن حال البليدة الثقافية؛ فهي الولاية الوحيدة رفقة ولاية غرداية باستثناء الولايات العشر الجديدة التي لا تمتلك دار ثقافة، علاوة على عدم امتلاكها مكتبة، وهي الولاية المعروفة بتراثها، وثقافتها وفنها.
وفي هذا السياق، أعلن عن إنجاز المجلس الشعبي البلدي للبليدة، مكتبة بحي " جيلالي بونعامة"، سيتم افتتاحها في 5 جويلية المقبل؛ أي بمناسبة الاحتفاء بعيدي الاستقلال والشباب، ليؤكد حاجة مدينة الورود إلى مكتبة تضاهي مكتبة الحامة بالعاصمة، علاوة على أهمية وجود مسرح جهوي أيضا بها.
أما عن البناية التي تم تشييدها في باب الدزاير والتابعة لمديرية الثقافة، فقال بومعزة إنها مغلقة، ولم يتم افتتحاها قط، وهي من تركة المسؤولين السابقين، مضيفا أنها أُنجزت لكي تكون مسرحا جهويا، لكن نظرا لبناء أعمدة في وسطها لم يتحقق المشروع، مشيرا إلى تواصله مع مدير الثقافة الأسبق، ومطالبته بتحويل هذه القاعة إلى مسرح للطفل.

رئيس جمعية "زهرة اليوم"  عبد النور مراح:  مسرحيون دائما وأبدا

من جهته، أكد رئيس جمعية "زهرة اليوم" عبد النور مراح، مواصلة النشاط المسرحي للجمعية بالبليدة رغم غياب المرافق الثقافية؛ حيث يتم برمجة التدريبات بمركز التسلية العلمية بباب الدزاير، وكذا في دار الشباب بأولاد يعيش، والمركز الثقافي " جيلالي بونعامة". أما في حال التحضير لمسرحية للمشاركة في مهرجان ما، فيتم التدريب في دار الثقافة بالقليعة (تيبازة)، أو المسرح الجهوي ببومرداس، وحتى بدار الثقافة بالمدية.
وتأسّف محدث "المساء" لغياب مسرح جهوي بالبليدة، ولطول مدة ترميم المسرح البلدي، مشيرا إلى عدم حصوله على معلومات متعلّقة بالترميم.
وعن القاعة التي تم بناؤها بباب الدزاير فقال: " في بداية الأمر خُصصت لاحتضان مسرح صغير، ونظرا لطريقة بنائها فقد تم تحويلها إلى قاعة محاضرات، إلا أنها لم تفتح أبوابها أبدا". وقال إنه سمع خبر إنشاء مسرح ببوينان، لكنه لا يملك المعلومات الخاصة بهذا المشروع، ليتحسر على غياب مسرح عن مدينة كانت تحتضن أول عروض المسرحيات. وفي حال تصفيق الجمهور لها، تُعرض في مسارح أخرى.
كما أكد عبد النور مراح رفع الجمعية تحدي مواصلة المشوار رغم الصعوبات. وأبعد من ذلك، فقد نُظمت أكثر من ورشة تكوينية، بالإضافة إلى أيام مسرحية محلية، في انتظار تنظيم الطبعة الثانية لها، على أن تكون هذه المرة جهوية هذا الصيف، أو قبل نهاية السنة الجارية، سيحتضنها مثل المرة الماضية، فضاء "جيلالي بونعامة" إذا لم يخضع للترميم.