المكتبة البلدية "الشهيدة وردية رحماني" بالبليدة

تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف

تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف
  • 188
لطيفة داريب لطيفة داريب

في أوّل نشاط لها، فتحت المكتبة البلدية الجديدة بالبليدة التي سميت على اسم "الشهيدة وردية رحماني" ، أبوابها للفنانين التشكيليين؛ من خلال تنظيم معرض يدوم ثلاثة أيام، ويشارك فيه 25 فنانا من عدّة ولايات من الوطن.

نظمت المعرض ابنة البليدة ، الفنانة سعاد تدريست التي شاركت في الفعالية بعدد معتبر من اللوحات، مشيرة ل"المساء" حبها رسم كل ما يجذبها سواء من الواقع أو من الخيال، ومن بين أعمالها لوحة تعبيرية عن نساء العاصمة والبليدة وهن يتسامرن، لوحة أخرى عن منظر طبيعي خلاب وثالثة في الطبيعة الصامتة. ولوحة أخرى قالت إنها جديدة وصنعتها من الخيشة ووضعت عليها عدة رسومات وستجسدها مستقبلا على حقائب نسوية. وسعدت الفنانة العصامية بتوفر فضاء ثقافي جديد يحتضن معارض فنية في البليدة، خاصة أنها نظمت العديد من المعارض في أماكن أخرى مثل دار الفنان وقاعات الرياضة وحتى في الهواء الطلق. علما أن تسيير المكتبة تكفلت به المؤسسة العمومية لترقية الفنون والنشاطات الثقافية والرياضية لبلدية البليدة. ابنة أخرى للبليدة وهي عبد اللطيف وهيبة فراح، التي ولجت الرسم منذ أن فازت بمسابقة رسم وهي طفلة صغيرة. لم تشأ في بداياتها ابراز رسوماتها التي ظلت حبيسة بيتها الى حين قررت المشاركة في المعارض. تهتم فراح برسم مواضيع تاريخية وأخرى ثقافية، وتشارك في المعرض بأربع لوحات، وهي لوحة ثمرة ورشة شارك فيها تلاميذ حول موضوع يخص الاحتفاء بالثورة المجيدة، فرسمت فرقة موسيقية تعزف في ساحة التوت بالبليدة في الفترة الاستعمارية وراقصون فرنسيون يرقصون يقابلهم مجاهدون سينفذون عمليتهم لا محالة. اللوحة الثانية عن معركة حطين (1187ميلادي) التي حارب فيها التلمساني سيدي أبو مدين الغوث رفقة صلاح الدين الأيوبي الصليبيين في فلسطين، في حين اختارت في لوحتها الثالثة أن ترسم مكتبة الحكمة في بغداد التي تأسست عام 1004ميلادي وكانت تضم مليون و66ألف كتاب ، رسمت فيها مجموعة من الشيوخ يطالعون الكتب، بينما جاءت لوحتها حول تقليد عُرف به سكان البليدة وهو تقطير الورد، فرسمت مجموعة من النساء يرتدين ألبسة وردية بالمناسبة، يقمن بعملية تقطير الورد بينما لو مارسن تقطير الزهر لارتدين البسة بيضاء. شاركت أيضا في الفعالية، فنانات قدمن من الجزائر العاصمة من بينهن الفنانة العصامية حياة خيدر سغني التي شاركت في المعرض بأربع لوحات، من بينها لوحتان عن جميلات الجزائر، واحدة عن جميلة بوحيرد، والثانية رسمتها عن جميلة بوباشا. أما اللوحتان المتبقيتان، فإحداهما رسمتها عن نساء صحراويات يقمن بأشغالهن وسط الخيم والجمال، وأخرى عن العصفور محبوب الجزائريين؛ "المقنين". أما الفنانة العصامية فتيحة حميدي فقد شاركت بأربع لوحات، وهي لوحة عن القصبة التي أبرزت فيها بنيانها المميّز، وأزقتها الضيّقة، ونساءها اللواتي يرتدين الحايك؛ عرفانا منها بجمال البهجة. وكذا لوحة عن طبيعة غنَّاء، انعكس فيها اخضرار أشجارها على بحيرتها. ولوحة ثالثة حول عملية جني الزيتون، رسمت فيها امرأة تضع الفوطة على خصرها تقوم بهذه العملية، لتعود في لوحة رابعة وترسم وجه امرأة تضع العجار، وتمسك بحايكها. وعرف المعرض أيضا مشاركة فنانين تعلموا تقنيات الرسم بجمعية الفنون الجميلة مثل ياسمينة باشا، التي عرضت لوحاتها لأول مرة بالبليدة. والبداية بلوحة عن العم حليم، الحارس الراحل للجمعية التي رسمته افي حياته وكم كان سعيدا بذلك، أيضا لوحة عن ضريح سيدي عبد الرحمن وأخرى عن الطبيعة الصامتة وفي الأخير رسمت حفيدة اختها الراحلة مرتدية لباس العيد ، وفي هذه اللوحات ركزت ياسمينة على ابراز التفاصيل وجمال المواضيع التي اختارتها. الأختان بورمة فيروز وفهيمة، حاضرتان في المعرض من خلال عرض مجموعة من لوحاتهما، وهكذا عرضت فيروز المترجمة، لوحات أنجزتها بتقنيات الأكوارال والأكريليك والأقلام الملونة، الا انها تفضل الرسم بتقنية الفن المائي التي تحاول أن تتقنها خاصة أنها تشعرها بالراحة النفسية، مثل لوحتها التي زاوجت فيها بين اللونين الوردي والأزرق. ورسمت فيروز الفوطة القبائلية في لوحتها عن الطبيعة الصامتة وهو الأسلوب الفني الذي يبتدئ به الرسام خلال تكوينه. أما أختها فهيمة التي صدر لها كتاب بعنوان: "جرعة أكسجين" يضم مجموعة من النصائح كتبتها بشكل غير مباشر، فتعرض لوحات أيضا بعد أن كانت ترسم المانغا، فرسمت بتقنيات مختلفة الطبيعة الصامتة وعصفور بتقنية الأكوارال، واستعملت أيضا الأقلام الملونة إلا أنها تفضل الرسم بتقنية الأكريليك. دائما مع فناني جمعية الفنون الجميلة وهذه المرة مع طلبة الفنان أحمد بوكراع، مثل الفنانة سماعيلي زينب التي التحقت بالجمعية عام 2014، تشارك بلوحة رسمتها عن صورة أعجبتها لطوارق يمتطون جمالا ليس في الصحراء بل في البحر، أما في لوحتها الثانية فهي بورتريه لامرأة. من جهتها استعملت هند شاولي الأكريليك لرسم عمل استلهمته من أعمال الفنان المستشرق بريغمان، أما لوحتها الثانية فاستعملت فيها قلم الرصاص بتدرجاته لترسم القصبة مؤكدة أهمية ابراز تراثنا. بينما تشارك جوهر عباس بثلاث لوحات، الأولى حول آلات موسيقية وضعها بوكراع في القسم وطلب من الطلبة رسمها، في حين رسمت اللوحة الثانية متأثرة بدورها بالفنان الأمريكي بريغمان عن قصبة تركيا، واللوحة الثالثة حول فانتازيا تيارت، تمكنت فيها من رسم الغبار المتطاير من عرض الخيول بشكل متقن.