ورشة تكوينية بالاشتراك مع صندوق التراث العالمي الإفريقي
تعزيز قائمة التراث لدى اليونسكو ودفع لحركية الدبلوماسية الثقافية

- 191

نظمت وزارة الثقافة والفنون، بالتعاون مع صندوق التراث العالمي الإفريقي، مؤخرا، ورشة تكوينية عالية المستوى، عبر تقنية التحاضر المرئي، بمشاركة خبراء من هيئات دولية مرجعية، وممثلين عن 27 دولة من إفريقيا، تمهيدا للورشة الحضورية التي ستحتضنها الجزائر خلال سبتمبر القادم.
كما تعد هذه الورشة، بمثابة تأكيد على التزام الجزائر الراسخ بدعم التراث الثقافي الإفريقي، وهي أيضا تجسيد لمقاربة الوزارة الرامية إلى تعزيز تراثها الثقافي لدى قائمة تراث الإنسانية، ودفع لحركية الجزائر في إطار الدبلوماسية الثقافية، وترسيخ أواصر التعاون الدولي حول حماية وتثمين التراث الثقافي.
تعتبر هذه الورشة "محطة هامة لتقييم أولي لمقترحات إدراج عدد من المواقع ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مع التركيز على تعزيز جاهزية الدول الإفريقية لإعداد ملفات ترشيح دقيقة، وفقا للمعايير التقنية والفنية المعتمدة، بإشراف خبراء من المجلس الدولي للمعالم والمواقع (ICOMOS) والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (UICN)".
تميزت الدورة -حسب بيان وزارة الثقافة والفنون- بتقديم أدوات منهجية متقدمة، تعزز فهم أهمية مرحلة التقييم الأولي في مسار إعداد الملفات، لما تتيحه من تحسينات فنية وعلمية استباقية تساهم في رفع جودة الترشيحات، وتعزيز فرص قبولها من قبل الهيئات الاستشارية المختصة. ومن أبرز مخرجات الورشة "إعداد ملفات لمواقع ثقافية وطبيعية ذات أهمية، سيتم عرضها للنقاش والتقييم خلال المرحلة الثانية من الورشة، المزمع عقدها حضوريا بالجزائر، شهر سبتمبر المقبل، والتي ستتميز بطابع عملي وتطبيقي مكثف".
للإشارة، تعد هذه الورشة، التي شاركت فيها كل من جنوب إفريقيا والغابون وغامبيا، وكوت ديفوار وزامبيا وموريتانيا وسييراليون وموزمبيق ومدغشقر وزيمبابوي والكاميرون، وجيبوتي وغينيا وبنين وتنزانيا، ثمرة اللقاء الذي جمع وزير الثقافة والفنون زهير بللو، بالمدير العام لصندوق التراث العالمي الإفريقي، السيد آلبينو جوبيلا، بتاريخ 19 ماي الفارط، والذي تم خلاله الاتفاق على إطلاق برنامج تعاون مشترك، يهدف إلى دعم قدرات الدول الإفريقية في إعداد ملفات ترشيح المواقع الطبيعية والثقافية.
كما يعد تنظيم مثل هذه الورشات التكوينية "مؤشرا واضحا على الحركية المتزايدة، التي تشهدها وزارة الثقافة والفنون، في ظل رؤية استراتيجية تكثيف التعاون الإفريقي، وبناء كفاءات قارية قادرة على صون وتثمين التراث المشترك، وإدراجه في القوائم الدولية بما يحقق حماية مستدامة وفعالة لهذا الإرث الإنساني".