تضمن معارض، محاضرة، ورشات فنية وأنشطة فكرية
تلمسان تخلد ذكرى المبايعة الثانية للأمير

- 328

احتضنت دار الثقافة "عبد القادر علولة" بتلمسان، من 4 إلى 10 فيفـري الجاري، الأسبوع الاحتفالي بذكرى المبايعة الثانية للأمير عبد القادر، وقد تضمن معارض، محاضرة، ورشات فنية وأنشطة فكرية، بالإضافة إلى عرض فني.
من جهته، احتضن المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، نـدوة تاريخية موسومة بـ"الأمير عبد القادر الجزائري، مقاومة وجهاد في تاريخ الأمة"، قدمها مجموعة من الأساتذة الجامعيين، على غـرار الأستاذ بن سنوسي من جامعة تلمسان، بمداخلة بعنوان "مفهوم البيعة في الفكر السياسي الإسلامي"، والدكتورة صورية متاجر من سيدي بلعباس، بمداخلة "صورة الأمير عبد القادر وتلمسان، رمزية المقاومة والتحرر"، وكذا الدكتور دباب بومدين من جامعة سيدي بلعباس، بمداخلة "الأمير عبد القادر والنخب العلمية الجزائرية، قراءة في أدب المعارضة والتأييد من خلال كتابات العربي المشرفي".
وأكد المتدخلون أن المبايعة الثانية للأمير عبد القادر، والتي تمت بمسجد "سيدي حسان" في مدينة معسكر، حدث هام، أرسى قواعـد الديمقراطية بالدولة الجزائرية الحديثة، من خلال منح الأمير شرعية شعبية، عن طريق بيعة من طرف سكان مناطق عـدة من الوطن، وهي محطة تاريخية كرست لديمقـراطية محضة، وأسست لدولة جزائرية موحدة بجميع قبائلها متكتلة لمقاومة الاحتلال الفرنسي، إذ من أهم إنجازات المبايعة الثانية للأمير عبد القادر، إنشاء تسع ولايات، على رأسها خلفاء، فضلا عن تشييد مصنع للأسلحة بمليانة (عين الدلـفى)، الذي مكن الجزائريين من اختيار من يمثلهم ويـقـود جهادا ضد القـوات الفرنسية الاستعمارية بصفة ديمقراطية، فضلا عن كونه النواة الأولى للدولة الجزائرية الحديثة، التي أسسها الأمير بعد الفراغ السياسي التي عرفته الجزائر، من خلال استطاعـته توحيد قبائل البلاد تحت إمرته، وقـيادة الجهاد وتحقيق إنجازات سياسية وعسكرية واقتصادية ودبلوماسية، منها ربط علاقات مع قـناصل عـديد دول العالم.
وأصـر الأمير عبد القادر على إقامة البيعة الثانية، بعد البيعة الأولى، بتاريخ 27 نوفمبر 1832، تحت شجرة الدردارة بمنطقة غـريس، كي يكتسب شرعية لقيادة الجهاد ضد الجيش الاستعماري الفرنسي، وكذا تولي قـيادة البلاد خلفا للسلطة العثمانية التي كانت قائمة بالجزائر، في الفترة من 1518 إلى 1830، كما أن المبايعة الثانية هي تأكـيد على ديمقـراطية دولة الأمير وإصراره على مبدأ الشورى واستفتاء الشعب، لقيادة البلاد بشرعية ومقاومة جيش الاحتلال الفرنسي، إذ مـكـن هذا الحدث التاريخي الأمير من زعامة وطنية وعسكرية ودينية في البلاد، خاصة وأن المبايعة الثانية تمت في شهر رمضان المعظم، بما يعكس تأسي الأمير عبد القادر بالدين الإسلامي الحنيف، ودعا المشاركون في هذه الندوة التاريخية، في معرض حديثهم، الباحثين عن تاريخ الأمير عبد القادر، إلى ضرورة تكثيف البحوث العلمية التاريخية التي تعـنى بالمبايعة الثانية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، باعتباره محطة تاريخية هامة.